لا تنسى زيارة قناتنا الاشتراك
وتفعيل الجرس
|
| |
| |
|
| | |
|
نونية ابن القيم في وصف الجنة
فصل فيما أعد الله تعالى في الجنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة
يا خاطب الحور الحسان وطالبا*** لوصالهن بجنة الحيوان لو كنت تدري من خطبت ومن طلبـ***ـت بذلت ما تحوي من الأثمان أو كنت تدري أين مسكنها جعلـ***ـت السعي منك لها على الأجفان ولقد وصفت طريق مسكنها فان*** رمت الوصال فلا تكن بالواني أسرع وحدث السير جهدك انما*** مسراك هذا ساعة لزمان فاعشق وحدّث بالوصال النفس وابـ***ـذل مهرها ما دمت ذا امكان واجعل صيامك قبل لقياها ويو***م الوصل يوم الفطر من رمضان واجعل نعوت جمالها الحادي وسر*** تلقي المخاوف وهي ذات أمان
لا يلهينك منزل لعبت به*** أيدي البلا من سالف الأزمان فاقد ترحل عنه كل مسرة*** وتبدلت بالهم والأحزان سجن يضيق بصاحب الايمان لـ***ـكن جنّة الماوى لذي الكفران سكانها أهل الجهالة والبطا***لة والسفاهة أنجس السكان وألذهم عيشا فأجلهم بحق الله ثم حقائق القرآن عمرت بهم هذي الديار وأقفرت*** منخم ربوع العلم والايمان قد آثروا الدنيا ولذة عيشها الـ***ـفاني على الجنات والرضوان صحبوا الأماني وابتلوا بحظوظهم*** ورضوا بكل مذلة وهوان كدحا وكدا لا يفتر عنهم*** ما فيه من غم ومن أحزان
والله لو شاهدت هاتيك الصدو***ر رأيتها كمراجل النيران ووقودها الشهوات والحسرات والآ***لام لا تخبو مدى الأزمان أبدانهم أجداث هاتيك النفو***س اللائي قد قبرت مع الأبدان أرواحهم في وحشة وجسومهم*** في كدحها لا في رضا الرحمن هربوا من الرق الذي خلقوا له*** فبلو ربق النفس والشيطان لا ترض ما اختاروه هم لنوفسهم*** فقد ارتضوا بالذل والحرمان لو سارت الدنيا جناح بعوضة*** لم يسق منها الرب ذو الكفران لكنها والله أحقر عنده*** من ذا الجناح القاصر الطيران ولقد تولت بعد عن أصحابها*** فالسعد منها حل بالدبران لا يرتجي منها الوفاء لصبها*** أين الوفا من غادر خوان طبعت على كدر فكيف ينالها***صفو أهذا قط في الامكان ياعاشق الدنيا تأهب للذي*** قد ناله العشاق كل زمان أو ماسمعت بل رأيت مصارع الـ*** ـعشاق من شيب ومن شبان
فصل في صفة الجنة لتي أعدها الله ذو الفضل والمنة لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة
فاسمع إذا أوصافها وصفاتها***تيك المنازل ربة الإحسان هي جنة طابت وطاب نعيمها***فنعيمها باق وليس بفان دار السلام وجنة المأوى ومنـ***ـزل عسكر الايمان والقرآن فالدار دار سلامة وخطابهم*** فيها سلام واسم ذي الغفران
فصل في عدد درجات الجنة وما بين كل درجتين
درجاتها مائة وما بين اثنتيـ***ـن فذاك في التحقيق للحسبان مثل الذي بين السماء وبين ها***ذي الأرض قول الصادق البرهان لكن عاليها هو الفردوس مسـ***ـقوف بعرش الخالق الرحمن وسط الجنان وعلوها فلذاك كا***نت قبة من أحسن البنيان منه تفجر سائر الأنهار فالـ***ـينبوع منه نازل بجنان
فصل في أبواب الجنة
أبوابها حق ثمانية أتت*** في النص وهي لصاحب الاحسان باب الجهاد وذاك أعلاها وبا***ب الصوم يدعى الباب بالريان ولكل سعي صالح باب ورب*** السعي منه داخل بأمان ولسوف يدعى المرء من أبوابها*** جمعاً إذا وفى حلى الايمان منهم أبو بكر هو الصديق ذا*** ك خليفة المبعوث بالقرآن
فصل في مقدار ما بين الباب والباب منه
سبعون عاما بين كل اثنين منـ***ـها قدّرت بالعد والحسبان هذا حديث لقيط المعروف بالـ***ـخبر الطويل وذا عظيم الشان وعليه كل جلالة ومهابة*** ولكم حواه بعد من عرفان
فصل في مقدار ما بين مصراعي الباب
لكن بينهما مسيرة أربعيـ***ـن رواه حبر الامة الشيباني في مسند بالرفع وهو لمسلم*** وقف كمرفوع بوجه ثان ولقد روى تقديره بثلاثة الـ***أيام لكن عند ذي العرفان أعني البخاري الرضي هو منكر***وحديث راوية فذو نكران
فصل في مفتاح باب الجنة
هذا وفتح الباب ليس بممكن*** إلا بمفتاح على أسنان مفتاحه بشهادة الاخلاص والتو***حيد تلك شهادة الايمان أسنانه الأعمال وهي شرائع الـ***إسلام والمفتاح بالأسنان لا تلغين هذا المثال فكم به*** من حل أشكال لذي العرفان
فصل في منشور الجنة الذي يوقع به لصاحبها
هذا ومن يدخل فليس بداخل*** إلا بتوقيع من الرحمن وكذاك يكتب للفتى لدخوله*** من قبل توقيعان مشهوران إحداهما بعد الممات وعرض أر***واح العباد على الديان فيقول رب العرش جل جلاله*** للكاتبين وهم أولو الديوان ذا الاسم في الديوان يكتب ذاك ديـ***ـوان الجنان مجاور المنان ديوان عليين أصحاب القرآ***ن وسنة المبعوث بالقرآن فإذا انتهى للجسر يوم الحشر يعـ***ـطى للدخول اذا كتاب ثان عنوانه هذا الكتاب من عزيـ***ـز راحم لفلان ابن فلان فدعوه يدخل جنة المأوى التي ار***تفعت ولكن القطوف دوان هذا وقد كتب اسمه مذ كان في الـ***أرحام قبل ولادة الإنسان بل قبل ذلك هو وقت القبضتيـ***ـن كلاهما للعدل والاحسان سبحان ذي الجبروت والملكوت والـ*** إجلال والاكرام والسبحان والله أكبر عالم الأسرار والـ***إعلان واللحظات بالأجفان والحمد لله السميع لسائر الـ***أصوات من سر ومن إعلان وهو الموحد والمسبح والممجـ***ـد والحميد ومنزل القرآن والأمر من قبل ومن بعد له*** سبحانك اللهم ذا السلطان
فصل في صفوف أهل الجنة
هذا وإن صفوفهم عشرون مع*** مئة وهذي الأمة الثلثان يرويه عنه بريدة إسناده*** شرط الصحيح بمسند الشيباني وله شواهد من حديث أبي هريـ***ـرة وابن مسعود وحبر زمان أعني ابن عباس وفي إسناده*** رجل ضعيف غير ذي اتقان ولقد أتانا في الصحيح بأنهم ***شطر وما اللفظان مختلفان إذ قال أرجو أن تكونوا شطرهم*** هذا رجاء منه للرحمن أعطاه رب العرش ما يرجو وزا***د من العطاء فعال ذي الاحسان
فصل في صفة أول زمرة تدخل الجنة
هذا وأول زمرة فوجوههم*** كالبدر ليل الست بعد ثمان السابقون هم وقد كانوا هنا*** أيضا أولي سبق إلى الإحسان
فصل في صفة الزمرة الثانية
والزمرة الأخرى كأضوء كوكب*** في الأفق تنظره به العينان أمشاطهم ذهب ورشحهم فمسـ***ـك خالص يا ذلة الحرمان
فصل في تفاضل أهل الجنة في الدرجات العلى
ويرى الذين بذيلها من فوقهم*** مثل الكواكب رؤية بعيان ما ذاك مختصا برسل الله بل*** لهم وللصديق ذي الإيمان
فصل في ذكر أعلى أهل الجنة منزلة وأدناهم
هذا وأعلاهم فناظر ربه*** في كل يوم وقته الطرفان لكن أدناهم وما فيهم دني*** إذ ليس في الجنات من نقصان فهو الذي تلقى مسافة ملكه*** بسنيننا ألفان كاملتان فيرى بها أقصاه حقا مثل رؤ***يته لأدناه القريب الداني أو ماسمعت بأن آخر أهلها*** يعطيه رب العرش ذو الغفران أضعاف دنيانا جميعا عشر أمـ***ـثال لها سبحان ذي الإحسان
فصل في ذكر سن أهل الجنة
هذا وسنهم ثلاث مع ثلا***ثين التي هي قوة الشبان وصغيرهم وكبيرهم في ذا على*** حد سواء ما سوى الولدان ولقد روى الخدري أيضا أنهم*** أبناء عشر بعدها عشران وكلاهما في الترمذي وليس ذا*** بتناقض بل ها هنا أمران حذف الثلاث ونيف بعد العقو***د وذكر ذلك عندهم سيان عند اتساع في الكلام فعندما*** يأتوا بتحرير فبالميزان
فصل في طول قامات أهل الجنة وعرضهم
والطول طول أبيهم ستون لـ***ـكن عرضهم سبع بلا نقصان الطول صح بغير شك في الصحيـ***ـحين اللذين هما لنا شمسان والعرض لم نعرفه في احداهما*** لكن رواه أحمد الشيباني هذا ولا يخفى التناسب بين هـ***ـذا العرض والطول البديع الشان كل على مقدار صاحبه وذا*** تقدير متقن صنعة الإنسان
فصل في لحاهم وألوانهم
ألوانهم بيض وليس لهم لحى*** جعد الشعور مكحّلوا الأجفان هذا كمال الحسن في أبشارهم*** وشعورهم وكذلك العينان
فصل في لسان أهل الجنة
ولقد أتى أثر بأن لسانهم*** بالمنطق العربي خير لسان لكنّ في اسناده نظرا ففيـ***ـه راويان وما هما ثبتان أعني العلاء هو ابن عمرو ثم يحـ***ـيى الأشعري وذان مغموزان
فصل في ريح الجنة من مسيرة كم يوجد
والريح يوجد من مسيرة أربعيـ***ـن وإن تشأ مائة فمرويان وكذا روى سبعين أيضا صح هـ***ـذا كله وأتى به اثران ما في رجالهما لنا من مطعن*** والجمع بين الكل ذو إمكان ولقد أتى تقديره مائة بخمـ***ـس ضربها من غير ما نقصان إن صح هذا فهو أيضا والذي*** من قبله في غاية الامكان أما بحسب المدركين لريحها*** قربا وبعدا ما هما سيّان أو باختلاف قرارها وعلوّها*** أيضا وذلك واضح التبيان أو باختلاف السير أيضا فهو أنـ***ـواع بقدر إطاقة الانسان ما بين ألفاظ الرسول تناقض*** بل ذاك في الأفهام والأذهان
فصل في أسبق الناس دخولا الى الجنة
ونظير هذا سبق أهل الفقر للـ***ـجنات في تقديره أثران مائة بخمس ضربها أو أربعيـ***ـن كلاهما في ذاك محفوظان فأبو هريرة قد روى أولاهما*** وروى لنا الثاني صحابيان هذا بحسب تفاوت الفقراء في اسـ***ـتحقاق سبقهم إلى الإحسان أو ذا بحسب تفاوت في الأغنيا***ء كلاهما لا شك موجودان هذا وأولهم دخولا خير خلـ***ـق الله من قد خصّ بالقرآن والأنبياء على مراتبهم من التـ***ـفضيل تلك مواهب المنان هذا وأمة أحمد سباق با***قي الخلق عند دخولهم لجنان وأحقهم بالسبق أسبقهم الى الـ***إسلام والتصديق بالقرآن وكذا أبو بكر هو الصديق أسـ***ـبقهم دخولا قول ذي البرهان
وروى ابن ماجة أن أولهم يصا***فحه إله العرش ذو الإحسان ويكون أولهم دخولا جنة الـ***ـفردوس ذلك قامع الكفران فاروق دين الله ناصر قوله*** ورسوله وشرائع الايمان لكنه أثر ضعيف فيه مجـ***ـروح يسمى خالدا ببيان لو صح كان عمومه المخصوص بالصـ***ـديق قطعا غير ذي نكران هذا وأولهم دخولا فهو حمـ***ـاد على الحالات للرحمن إن كان في السراء أصبح حامدا*** أو كان في الضرا فحمد ثان هذا الذي هو عارف بإلهه*** وصفاته وكماله الرباني وكذا الشهيد فسبقه متيقن*** وهو الجدير بذلك الاحسان وكذلك المملوك حين يقوم بالـ***ـحقين سباق بغير توان وكذا فقير ذو عيال ليس بالـ***ـملحاح بل ذو عفة وصيان
فصل في عدد الجنات وأجناسها
والجنة اسم الجنس وهي كثيرة*** جدا ولكن أصلها نوعان ذهبيتان بكل ما حوتاه من*** حلى وآنية ومن بنيان وكذاك أيضا ففضة ثنتان من*** حلى وبنيان وكل أوان لكن دار الخلد والمأوى وعد***ن والسلام اضافة لمعان أوصافها استدعت اضفتها اليـ***ـها مدحة مع غاية التبيان لكنما الفردوس أعلاها وأو***سطها مساكن صفوة الرحمن أعلاه منزلة لأعلى الخلق منـ***ـزلة هو المبعوث بالقرآن وهي الوسيلة وهي أعلى رتبة*** خلصت له فضلا من الرحمن
ولقد أتى في سورة الرحمن تفـ***ـضيل الجنان مفصلا ببيان هي أربع ثنتان فاضلتان ثم*** يليهما ثنتان مفضولان فالأوليان الفضليان لأوجه*** عشر ويعسر نظمها بوزان وإذا تأملت السياق وجدتها*** فيه تلوح لمن له عينان
سبحان من غرست يداه جنة الـ***فردوس عند تكامل البنيان ويداه أيضا أتقنت لبنائها*** فتبارك الرحمن أعظم بان هي في الجنان كآدم وكلاهما*** تفضيله من أجل هذا الشان لكنما الجهميّ ليس لديه من*** ذا الفضل شيء فهو ذو نكران ولد عقوق عق والده ولم*** يثبت بذا فضلا على الشيطان فكلاهما تأثير قدرته وتأ***ثير المشيئة ليس ثم يدان إلا هما أو نعمتاه وخلقه*** كل بنعمة ربه المنان
لما قضى رب العباد قا***ل تكلمي فتكلمت ببيان قد أفلح العبد الذي هو مؤمن*** ماذا ادّخرت له من الاحسان ولقد روى حقا أبو الدرداء ذا***ك عويمر أثرا عظيم الشان يهتز قلب العبد عند سماعه*** طربا بقدر حلاوة الايمان ما مثله أبدا يقال برأيه*** أو كان يا أهلا بذا العرفان فيه النزول ثلاث ساعات فاحـ***ـداهن ينظر في الكتاب الثاني يمحو ويثبت ما يشاء بحكمة*** وبعزة وبرحمة وحنان فترى الفتى يمسي على حال ويصـ***ـبح في سواها ما هما مثلان هو نائم وأموره قد دبرت*** ليلا ولا يدري بذاك الشان والساعة الأخرى الى عدن مسا*** كن أهله هم صفوة الرحمن الرسل ثم الأنبياء ومعهم الصـ***ـديق حسب فلا تكن بجبان فيها الذي والله لا عين رأت*** كلا ولا سمعت به الأذنان كلا ولا قلب به خطر المثا***ل له تعالى الله ذو السلطان والساعة الأخرى الى هذي السما***ء يقول هل من تائب ندمان أو داع أو مستغفر أو سائل*** أعطيه إني واسع الإحسان حتى يصلي الفجر يشهدها مع الـ***أملاك تلك شهادة القرآن هذا الحديث بطوله وسياقه*** وتمامه في سنة الطبراني
فصل في بناء الجنة
وبناؤها اللبنات من ذهب*** وأخرى فضة نوعان مختلفان وقصورها من لؤلؤ وزبرجد*** أو فضة أو خالص العقيان وكذاك من در وياقوت به*** نظم البناء بغاية الإتقان والطين مسك خالص أو زعفرا***ن جابذا أثران مقبولان ليسا بمختلفين لا تنكرهما*** فهما الملاط لذلك البنيان
فصل في أرضها وحصبائها وتربها
والأرض مرمرة كخالص فضة*** مثل المرأة تنالها العينان في مسلم تشبيهها بالدرمك الصـ***ـافي وبالمسك العظيم الشان هذا لحسن اللون لكن ذا لطيـ**ـب الريح صار هناك تشبيهان حصباؤها در وياقوت كذا***ك لآلىء نثرت كنثر جمان وترابها من زعفران أو من المـ***ـسك الذي ما استلّ من غزلان
فصل في صفة غرفاتها
غرفاتها في الجو ينظر بطنها *** من ظهرها والظهر من بطنان سكانها أهل القيام مع الصيا***م وطيب الكلمات والاحسان ثنتان خالص حقه سبحانه***وعبيده أيضا لهم ثنتان
فصل في خيام اهل الجنة
للعبد فيها خيمة من لؤلؤ*** قد جوفت هي صنعة الرحمن ستون ميلا طولها في الجو في*** كل الزوايا أجمل النسوان يغشى الجميع فلا يشاهد بعضهم*** بعضا وهذا لاتساع مكان فيها مقاصير بها الأبواب من*** ذهب ودر زين بالمرجان وخيامها منصوبة برياضها*** وشواطئ الأنهار ذي الجريان ما في الخيام سوى التي لو قابلت*** للنيرين لقلت منكسفان لله هاتيك الخيام فكم بها*** للقلب من علق ومن أشجان فيهن حور قاصرات الطرف خيـ***ـرات حسان هن خير حسان خيرات أخلاق حسان أوجها*** فالحسن والاحسان متفقان
فصل في أرائكها وسررها
فيها الأرائك وهي من سرر عليـ***ـهن الحجال كثيرة الألوان لا تستحق اسم الأرائك دون ها***تيك الحجال وذاك وضع لسان بشخنانة يدعونها بلسان فا***رس وهو ظهر البيت ذي الأركان
فصل في أشجارها وثمارها وظلالها
أشجارها نوعان منها ما له *** في هذه الدنيا مثال ثان كالسدر أصل النبق مخضود مكا***ن الشوك من ثمر ذوي ألوان هذا وظل السدر من خير الظلا***ل ونفعه الترويح للأبدان وثماره أيضا ذوات منافع*** من بعضها تفريح ذي الأحزان والطلح وهو الموز منضود كما*** نضدت يد بأصابع وبنان أو أنه شجر البوادي موقرا*** حملا مكان الشوك في الأغصان وكذلك الرمان والأعناب التي منها القطوف دوان
هذا ونوع ما له في هذه الد***نيا نظير كي يرى بعيان يكفي من التعداد قول إلهنا*** من كل فاكهة بها زوجان وأتو به متشابها في اللون مخـ***ـتلف الطعوم فذاك ذو ألوان أو أنه متشابه في الاسم مخـ***ـتلف الطعوم فذاك قول ثان أو أنه وسط خيار كله*** فالفحل منه ليس ذا ثنيان أو أنه لثمارنا ذي مشبه*** في اسم ولون ليس يختلفان لكن لبهجتها ولذة طعمها*** أمر سوى هذا الذي تجدان فيلذها في الأكل عند منالها*** وتلذها من قبله العينان قال ابن عباس وما بالجنة الـ***ـعليا سوى أسماء ما تريان يعني الحقائق لا تماثل هذه*** وكلاهما في الاسم متفقان
يا طيب هاتيك الثمار وغرسها*** في المسك ذاب الترب للبستان وكذلك الماء الذي يسقى به*** ياطيب ذاك الورد للظوآن وإذا تناولت المار أتت نظيـ***ـرتها فحلت دونها بمكان لم تنقطع أبدا ولم ترقب نزو***ل الشمس من حمل الى ميزان وكذاك لم تمنع ولم يحتج إلى*** أن يرتقي للقنو في العيدان بل ذللت القطوف فكيف ما***شئت انتزعت بأسهل الامكان ولقد أتى خبر بأن الساق من*** ذهب رواه الترمذي ببيان قال ابن عباس وهاتيك الجذو***ع زمرد من أحسن الألوان ومقطعاتهم من الكرم الذي***فيها ومن سعة من العقيان وثمارها ما فيه من عجم كأمـ***ـثال القلال فجلّ ذو الاحسان وظلالها ممدودة ليست تقي*** حرا ولا شمسا وأنى ذان أو ما سمعت بظل أصل واحد*** فيه يسير الراكب العجلان مائة سنين قدرت لا تنقضي*** هذا العظيم الأصل والأفنان ولقد روى الخدري أيضا أن طو***بى قدريها مائة بلا نقصان تتفتح الأكمام فيها عن لبا***سهم بما شاءوا من الألوان
فصل في سماع أهل الجنة
قال ابن عباس ويرسل ربنا*** ريحا تهز ذوائب الأغصان فتثير أصواتا تلذ لمسمع ال***إنسان كالنغمات بالأوزان يا لذة الأسماع لا تتعوضي*** بلذاذة الأوتار والعيدان أو ما سمعت سماعهم فيها غنا***ء الحور بالأصوات والألحان واها لذيّاك السماع فإنه*** ملئت به الأذنان بالاحسان واها لذيّاك السماع وطيبه*** من مثل أقمار على أغصان واها لذيّاك السماع فكم به*** للقلب من طرب ومن أشجان واها لذيّاك السماع ولم أقل*** ذيّاك تصغيرا له بلسان ما ظن سامعه بصوت أطيب الـ*** أصوات من حور الجنان حسان نحن النواعم والخوالد خيرا***ت كاملات الحسن والاحسان لسنا نموت ولا نخاف وما لنا*** سخط ولا ضغن من الأضغان طوبى لمن كنا له وكذاك طو***بى للذي هو حظنا لفظان في ذاك آثار روين وذكرها*** في الترمذي ومعجم الطبراني ورواه يحيى شيخ الأوزاعي تفـ***ـسيرا للفظة يحبرون أغان
نزه سماعك إن أردت سماع ذيـ***ـاك الغناء عن هذه الألحان لا تؤثر الأدنى على الأعلى فتحـ***ـرم ذا وذا يا ذلة الحرمان إن اختيارك للسماع النازل الـ***أدنى على الأعلى من النقصان والله إن سماعهم في القلب والـ***إيمان مثل السم في الأبدان والله ما انفك الذي هو دأبه*** أبدا من الإشراك بالرحمن فلقلب بيت الرب جل جلاله*** حبا وإخلاصا مع الإحسان فإذا تعلق بالسماع اصاره*** عبدا لكل فلانة وفلان حب الكتاب وحب ألحان الغنا*** في قلب عبد ليس يجتمعان ثقل الكتاب عليهم لما رأوا*** تقييده بشرائع الايمان واللهو خف عليهم لما رأوا*** ما فيه من طرب ومن ألحان قوت النفوس وإنما القرآن قو***ت القلب أنى يستوي القوتان ولذا تراه حظ ذي النقصان كالـ***ـجهال والنسوان والصبيان وألذهم فيه أقلهم من العقل*** الصحيح فسل أخا العرفان يا لذة الفساق لست كلذة الـ***أبرار في عقل ولا قرآن
فصل في انهار الجنة
أنهارها في غير أخدود جرت*** سبحان ممسكها عن الفيضان من تحتهم تجري كما شاؤوا مفجـ***ـرة وما للنهر من نقصان عسل مصفى ثم ماء ثم خمـ***ـر ثم أنهار من الألبان والله ما تلك المواد كهذه*** لكن هما في اللفظ مجتمعان هذا وبينهما يسير تشابه*** وهو اشتراك قام بالأذهان
فصل في طعام أهل الجنة
وطعامهم ما تشتهيه نفوسهم*** ولحوم طير ناعم وسمان وفواكه شتى بحسب مناهم*** يا شبعة كملت لذي الايمان لحم وخمر والنسا وفواكه*** والطيب مع روح ومع ريحان وصحافهم ذهب تطوف عليهم*** بأكف خدام من الولدان وانظر الى جعل اللذاذة للعيو***ن وشهوة للنفس في القرآن للعين فيها لذة تدعو إلى*** شهواتها بالنفس والأمران سبب التناول وهو يوجب لذة*** أخرى سوى ما نالت العينان
فصل في شرابهم
يسقون فيها من رحيق ختمه*** بالمسك أوله كمثله الثاني من خمرة لذت لشاربها بلا*** غول ولا داء ولا نقصان والخمر في الدنيا فهذا وصفها*** تغتال عقل الشارب السكران وبها من الأدواء ما هي أهله*** ويخاف من عدم لذي الوجدان فنفى لنا الرحمن أجمعها عن الـ***ـخمر التي في جنة الحيوان وشرابهم من سلسبيل مزجه الـ***ـكافور ذاك شراب ذي الاحسان هذا شرب أولي اليمين ولكن الـ***أبرار شربهم شرب ثان يدعى بتسنيم سنام شرابهم*** شرب المقرب خيرة الرحمن صفى المقرب سعيه فصفا له*** ذاك الشراب فتلك تصفيتان لكن أصحاب اليمين فأهل مز***ج بالمباح وليس بالعصيان مزج الشراب لهم كما مزجوا*** هم الأعمال ذاك المزج بالميزان هذا وذو التخليط مزجى أمره*** والحكم فيه لربه الديان
فصل في مصرف طعامهم وشرابهم وهضمه
هذا وتصريف المآكل منهم*** عرق يفيض لهم من الأبدان كروائح المسك الذي ما فيه خلـ***ـط غيره من سائر الألوان فتعود هاتيك البطون ضوامرا*** تبغي الطعام على مدى الأزمان لا غائط فيها ولا بول ولا*** مخط ولا بصق من الانسان ولهم جشاء ريحه مسك يكو***ن به تمام الهضم بالإحسان هذا وهذا صح عنه فواحد*** في مسلم ولأحمد الأثران
فصل في لباس أهل الجنة
وهم الملوك على الأسرة فوق ها***تيك الرؤوس مرصع التيجان ولباسهم من سندس خضر ومن*** استبرق نوعان معروفان ما ذاك من دود بنى من فوقه*** تلك البيوت وعاد ذو طيران كلا ولا نسجت على المنوال نسـ***ـج ثيابنا بالقطن والكتان لكنها حلل تشق ثمارها*** عنها رأيت شقائق النعمان بيض وخضر ثم صفر ثم حمـ***ـر كالرباط بأحسن الألوان لا تقرب الدنس المقرب للبلى*** ما للبلى فيهن من سلطان ونصيف احداهن وهو خمارها*** ليست له الدنيا من الأثمان سبعون من حلل عليها لا تعو***ق الطرف عن مخ ورا الساقان لكن يراه من ورا ذا كله*** مثل الشراب لدى زجاج أوان
فصل في فرشهم وما يتبعها
والفرش من استبرق قد بطنت*** ما ظنكم بظهارة لبطان مرفوعة فوق الأسرة يتكى*** هو والحبيب بخلوة وأمان يتحدثان عن الأرائك ما ترى***حبين في الخلوات ينتجيان هذا وكم زريبة ونمارق*** ووسائد صفت بلا حسبان
فصل في حلى أهل الجنة
والحلى أصفى لؤلؤ وزبرجد*** وكذاك أسورة من العقيان ما ذاك يختص الاناث وانما*** هو للاناث كذاك للذكران التاركين لباسه في هذه الد***نيا لأجل لباسه بجنان أو ما سمعت بأن حليتهم الى*** حيث انتهاء وضوئهم بوزان وكذا وضوء أبي هريرة كان قد*** فازت به العضدان والساقان وسواه أنكر ذا عليه قائلا*** ما الساق موضع حلية الانسان ما ذاك الا موضع الكعبين والز***نـدين لا الساقان والعضدان وكذاك أهل الفقه مختلفون في*** هذا وفيه عندهم قولان والراجح الأقوى انتهاء وضوئنا*** للمرفقين كذلك الكعبان هذا الذي قد حدد الرحمن في الـ***ـقرآن لا تعدل عن القرآن واحفظ حدود الرب لا تتعدها*** وكذاك لا تجنح الى النقصان وانظر الى فعل الرسول تجده قد***أبدى المراد وجاء بالتبيان ومن استطاع يطيل غرته فمو***قوف على الراوي هو الفوقاني فأبو هريرة قال ذا من كيسه*** فغدا يميزه أولو العرفان ونعيم الراوي له قد شك في*** رفع الحديث كذا روى الشيباني وإطالة الغرات ليس ببمكن*** أبدا وذا في غاية التبيان
فصل في صفة عرائس الجنة وحسنهن وجمالهن ولذة وصالهن ومهورهن
يا من يطوف بكعبة الحسن التي*** حفت بذاك الحجر والأركان ويظل يسعى دائما حول الصفا*** ومحسّر مسعاه لا العلمان ويروم قربان الوصال على منى*** والخيف يحجبه عن القربان فلذا تراه محرما أبدا ومو***ضع حله منه فليس بدان يبغي التمتع مفردا من حبه*** متجردا يبغي شفيع قران فيظل بالجمرات يرمي قلبه*** هذي مناسكه بكل زمان والناس قد قضوا مناسكهم وقد*** حثوا ركائبهم إلى الأوطان وحدت بهم همم لهم وعزائم*** نحو المنازل أول الأزمان رفعت لهم في السير أعلام الوصا***ل فشمّروا يا خيبة الكسلان ورأوا على بعد خياما مشرفا***ت مشرقات النور والبرهان فتيمموا تلك الخيام فآنسوا*** فيهن أقمارا بلا نقصان من قاصرات الطرف لا تبغى سوى**** محبوبها من سائر الشبان قصرت عليه طرفها من حسنه*** والطرف في ذا الوجه للنسوان أو أنها قصرت عليه طرفه*** من حسنها فالطرف للذكران والأول المعهود من وضع الخطا***ب فلا تحد عن ظاهر القرآن ولربما دلت إشارته على الثـ***ـاني فتلك إشارة لمعان هذا وليس القاصرات كمن غدت*** مقصورة فهما إذا صنفان
يا مطلق الطرف المعذب في الألى*** جردن عن حسن وعن إحسان لا تسبينّك صورة من تحتها*** الداء الدوي تبوء بالخسران قبحت خلائقها وقبح فعلها*** شيطانه في صورة الإنسان تنقاد للأنذال والأرذال هم*** أكفاؤها من دون ذي الإحسان ما ثم من دين ولا عقل ولا*** خلق ولا خوف من الرحمن وجمالها زور ومصنوع فان*** تركته لم تطمح لها العينان طبعت على ترك الحفاظ فما لها*** بوفاء حق البعل قط يدان إن قصر الساعي عليها ساعة *** قالت وهل أوليت من إحسان أو رام تقويما لها استعصت ولم*** تقبل سوى التعويج والنقصان أفكارها في المكر والكيد الذي*** قد حار فيه فكرة الإنسان فجمالها قشر رقيق تحته*** ما شئت من عيب ومن نقصان نقد رديء فوقه من فضة*** شيء يظن به من الأثمان فالناقدون يرون ماذا تحته*** والناس أكثرهم من العميان
أما جميلات الوجوه فخائنا***ت بعولهن وهن للأخدان والحافظات الغيب منهن التي*** قد أصبحت فردا من النسوان فانظر مصارع من يليك ومن خلا*** من قبل من شيب ومن شبان وارغب بعقلك أن تبيع العالي الـ***ـباقي بذا الأدنى الذي هو فان إن كان قد أعياك خود مثل ما*** تبغي ولم تظفر إلى ذا الآن فاخطب من الرحمن خودا ثم قد*** م مهرها ما دمت ذا إمكان ذاك النكاح عليك أيسر أن يكن*** لك نسبة للعلم والإيمان والله لم تخرج إلى الدنيا للذ***ة عيشها أو للحطام الفاني لكن خرجت لكي تعد الزاد للـ***أخرى فجئت بأقبح الخسران أهملت جمع الزاد حتى فات بل*** فات الذي ألهاك عن ذا الشان والله لو أنّ القلوب سليمة*** لتقطعت أسفا من الحرمان لكنها سكرى بحب حياتها الد***نيا وسوف تفيق بعد زمان
فصل
فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اخـ***ـتر لنفسك يا أخا العرفان حور حسان قد كملن خلائقا*** ومحاسنا من أجمل النسوان حتى يحار الطرف في الحسن الذي*** قد ألبست فالطرف كالحيران ويقول لما أن يشاهد حسنها*** سبحان معطي الحسن والاحسان والطرف يشرب من كؤوس جمالها*** فتراه مثل الشارب النشوان كملت خلائقها وأكمل حسنها*** كالبدر ليل الست بعد ثمان والشمس تجري في محاسن وجهها** والليل تحت ذوائب الأغصان فتراه يعجب وهو موضع ذاك من*** ليل وشمس كيف يجتمعان فيقول سبحان الذي ذا صنعه***سبحان متقن صنعة الإنسان لا اليل يدرك شمسها فتغيب عنـ***ـد مجيئه حتى الصباح الثاني والشمس لا تأتي بطرد الليل بل*** يتصاحبان كلاهما إخوان
وكلاهما مرآة صاحبه إذا*** ما شاء يبصر وجهه يريان فيرى محاسن وجهه في وجهها*** وترى محاسنها به بعيان حمر الخدود ثغورهن لآلئ*** سود العيون فواتر الأجفان والبرق يبدو حين يبسم ثغرها*** فيضيء سقف القصر بالجدران ولقد روينا أن برقا ساطعا*** يبدو فيسأل عنه من بجنان فيقال هذا ضوء ثغر ضاحك*** في الجنة العليا كما تريان لله لاثم ذلك الثغر الذي*** في لثمه إدراك كل أمان ريانة الأعطاف من ماء الشبا***ب فغصنها بالماء ذو جريان لما جرى ماء النعيم بغصنها*** حمل الثمار كثيرة الألوان فالورد والتفاح والرمان في*** غصن تعالى غارس البستان
والقد منها كالقضيب اللدن في*** حسن القوام كأوسط القضبان في مغرس كالعاج تحسب أنه*** عالي النقا أو واحد الكثبان لا الظهر يلحقها وليس ثديها*** بلواحق للبطن أو بدوان لكنهن كواعب ونواهد*** فثديهن كألطف الرمان والجيد ذو طول وحسن في بيا***ض واعتدال ليس ذا نكران يشكو الحليّ بعاده فله مدى الـ***أيام وسواس من الهجران والمعصمان فان تشأ شبههما*** بسبيكتين عليهما كفان كالزبد لينا في نعومة ملمس*** أصداف در دورت بوزان والصدر متسع على بطن لها*** حفت به خصران ذات ثمان وعليه أحسن سرة هي مجمع الـ***ـخصرين قد غارت من الأعكان حق من العاج استدار وحوله*** حبات مسك جل ذو الإتقان
وإذا انحدرت رأيت أمرا هائلا*** ما للصفات عليه من سلطان لا الحيض يغشاه ولا بول ولا*** شيء من الآفات في النسوان فخذان قد حفا به حرسا له*** فجنابه في عزة وصيان قاما بخدمته هو السلطان بيـ***ـنهما وحق طاعة السلطان وهو المطاع أميره لا ينثني*** عنه ولا هو عنده بجبان وجماعها فهو الشفا لصبها*** فالصبّ منه ليس بالضجران وإذا يجامعها تعود كما أتت*** بكرا بغير دم ولا نقصان فهو الشهي وعضوه لا ينثني*** جاء الحديث بذا بلا نكران ولقد روينا أن شغلهم الذي*** قد جاء في يس دون بيان شغل العروس بعرسه من بعدما*** عبثت به الأشواق طول زمان بالله لا تسأله عن أشغاله*** تلك اليالي شأنه ذو شان واضرب لهم مثلا بصب غاب عن*** محبوبه في شاسع البلدان والشوق يزعجه إليه وما له***بلقائه سبب من الامكان وافى إليه بعد طول مغيبه*** عنه وصار الوصل ذا إمكان أتلومه أن صار ذا شغل به*** لا والذي أعطى بلا حسبان يا رب غفرا قد طغت أقلامنا*** يا رب معذرة من الطغيان
فصل
أقدامها من فضة قد ركبت*** من فوقها ساقان ملتفان الساق مثل العاج ملموم يرى*** مخ العظام وراءه بعيان والريح مسك والجسوم نواعم*** واللون كالياقوت والمرجان وكلاهما يسبي العقول بنغمة*** زادت على الأوتار والعيدان وهي العروب بشكلها وبدلها*** وتحبب للزوج كل أوان وهي التي عند الجماع تزيد في*** حركاتها للعين والأذنان لطفا وحسن تبعل وتغنج*** وتحبب تفسير ذي العرفان تلك الحلاوة والملاحة أوجبا*** اطلاق هذا اللفظ وضع لسان فملاحة التصوير قبل غناجها*** هي أول وهي المحل الثاني فإذا هما اجتمعا لصب وامق*** بلغت به اللذات كل مكان
فصل
أتراب سن واحد متماثل*** سن الشباب لأجمل الشبان بكر فلم يأخذ بكارتها سوى الـ***ـمحبوب من انس ولا من جان حصن عليه حارس من أعظم الـ***ـحرّاس بأسا شأنه ذو شان فإذا أحسّ بداخل للحصن ولـ***ـى هاربا فتراه ذا إمعان ويعود وهنا حين رب الحصن يخـ***ـرج منه فهو كذا مدى الأزمان وكذا رواه أبو هريرة أنها*** تنصاع بكرا للجماع الثاني لكن دراجا أبا السمح الذي*** فيه يضعفه أولو الإتقان هذا وبعضهم يصح عنه في التـ***ـفسير كالمولود من حبان فحديثه دون الصحيح وأنه*** فوق الضعيف وليس ذا إتقان
يعطي المجامع قوة المائة التي أجـ***ـتمعت لأقوى واحد الإنسان لا أن قوته تضاعف هكذا*** إذ قد يكون لأضعف الأركان ويكون أقوى منه ذا نقص من الـ***إيمان والأعمال والإحسان ولقد روينا أنه يغشى بيو***م واحد مائة من النسوان ورجاله شرط الصحيح رووا لهم*** فيه وذا في معجم الطبراني هذا ودليل أن قدر نسائهم*** متفاوت بتفاوت الإيمان وبه يزول توهم الأشكال عن*** تلك النصوص بمنة الرحمن وبقوة المائة التي حصلت له*** أفضى إلى مائة بلا خوران وأعفهم في هذه الدنيا هو الـ***أقوى هناك لزهده الفاني فاجمع قواك لما هناك وغمض الـ***ـعينين واصبر ساعة لزمان ما ههنا والله ما يسوى قلا*** مة ظفر واحدة ترى بجنان ما ههنا إلا النقار وسيّيء الـ***أخلاق مع عيب ومع نقصان هم وغم دائم لا ينتهي*** حتى الطلاق أو الفراق الثاني والله قد جعل النساء عوانيا*** شرعا فأضحى البعل وهو العاني لا تؤثر الأدنى على الأعلى فان*** تفعل رجعت بذلة وهوان
فصل
وإذا بدت في حلة من لبسها*** وتمايلت كتمايل النشوان تهتز كالغصن الرطيب وحمله*** ورد وتفاح على رمان وتبخرت في مشيها ويحق ذا***ك لمثلها في جنة الحيوان ووصائف من خلفها وأمامها*** وعلى شمائلها وعن أيمان كالبدر ليلة تتمه قد حف في*** غسق الدجى بكواكب الميزان فلسانه وفؤاده والطرف في*** دهش وإعجاب وفي سبحان فالقلب قبل زفافها في عرسه*** والعرس من أثر العرس متصلان حتى إذا ما واجهته تقابلا*** أرأيت إذ يتقابل القمران فسل المتيم هل يحل الصبر عن*** ضم وتقبيل وعن فلتان وسل المتيم أين خلف صبره*** في أي واد أم بأي مكان وسل المتيم كيف حالته وقد*** ملئت له الأذنان والعينان من منطق رقت حواشيه ووجـ***ـه كم به للشمس من جريان وسل المتيم كيف عيشته إذا*** وهما على فرشيهما خلوان يتساقطان لآلئا منثورة*** من بين منظوم كنظم جمان وسل المتيم كيف مجلسه مع الـ***ـمحبوب في روح وفي ريحان وتدور كاسات الرحيق عليهما*** بأكف أقمار من الولدان يتنازعان الكأس هذا مرة*** والخود أخرى ثم يتكئان فيضمها وتضمه أرأيت معـ***ـشوقين بعد البعد يلتقيان
غاب الرقيب وغاب كل منكد***وهما بثوب الوصل مشتملان أتراهما ضجرين من ذا العيش لا*** وحياة ربك ما هما ضجران ويزيد كل منهما حبا لصا***حبه جديدا سائر الأزمان ووصاله يكسوه حبا بعده*** متسلسلا لا ينتهي بزمان فالوصل محفوف بحب سابق*** وبلاحق وكلاهما صنوان فرق لطيف بين ذاك وبين ذا*** يدريه ذو شغل بهذا الشان ومزيدهم في كل وقت حاصل*** سبحان ذي الملكوت والسلطان يا غافلا عما خلقت له انتبه*** جد الرحيل فلست باليقظان سار الرفاق وخلفوك مع الألي*** قنعوا بذا الحظ الخسيس الفاني ورأيت أكثر من ترى متخلفا*** فتبعتهم ورضيت بالحرمان لكن أتيت بخطتي وعجز وجهـ***ـل بعد ذا وصحبت كل أمان منتك نفسك باللحاق مع القعو***د عن المسير وراحة الأبدان ولسوف تعلم حين ينكشف الغطا*** ماذا صنعت وكنت ذا إمكان
فصل في ذكر الخلاف بين الناس هل تحبل نساء أهل الجنة أم لا
والناس بينهم خلاف هل بها*** حبل وفي هذا لهم قولان فنفاه طاووس وإبراهيم ثم*** مجاهد هم أولو العرفان وروى العقيلي الصدوق أبو رزيـ***ـن صاحب المبعوث بالقرآن أن لا توالد في الجنان رواه تعـ***ـليقا محمد عظيم الشان وحكاه عنه الترمذي وقال اسـ***ـحاق بن إبراهيم ذو الإتقان لا يشتهي ولدا بها ولو اشتها***ه لكان ذاك محقق الامكان وروى هشام لابنه عن عامر*** عن ناجي عن سعد بن سنان ان المنعم بالجنان إذا اشتهى الـ***ـولد الذي هو نسخة الإنسان فالحمل ثم الوضع ثم السن في*** فرد من الساعات في الأزمان اسناده عندي صحيح قد روا***ه الترمذي وأحمد الشيباني ورجال ذا الإسناد محتج بهم*** في مسلم وهم أولو إتقان لكن غريب ما له من شاهد***فرد بذا الإسناد ليس بثان لولا حديث أبي رزين كان ذا*** كالنص يقرب منه في التبيان ولذلك أوله ابن إبراهيم بالـ***ـشرط الذي هو منتفي الوجدان وبذاك رام الجمع بين حديثه*** وأبي رزين وهو ذو إمكان هذا وفي تأويله نظر فـ***ـان إذا لتحقيق وذي إتقان ولربما جاءت لغير تحقق*** والعكس في أن ذاك وضع لسان
واحتج من نصر الولادة أن في الجـ***ـنات سائر شهوة الانسان والله قد جعل البنين مع النسا*** من أعظم الشهوات في القرآن فأجيب عنه بأنه لا يشتهي*** ولدا ولا حبلا من النسوان واحتج من منع الولادة أنها*** ملزومة أمرين ممتنعان حيض وإنزال المنى وذانك الـ***أمران في الجنات مفقودان وروى صدى عن رسول الله*** أن منيّهم إذ ذاك ذو فقدان بل لا مني ولا منية هكذا*** يروي سليمان هو الطبراني وأجيب عنه بأنه نوع سوى الـ***ـمعهود في الدنيا من النسوان فالنفي للمعهود في الدنيا من الـ***إيلاد والإثبات نوع ثان والله خالق نوعنا من أربع*** متقابلات كلها بوزان ذكر وأنثى والذي هو ضده*** وكذاك من أنثى بلا ذكران والعكس أيضا مثل حوا أمنا*** هي أربع معلومة التبيان وكذاك مولود الجنان يجوز أن*** يأتي بلا حيض ولا فيضان والأمر في ذا ممكن في نفسه*** والقطع ممتنع بلا برهان
فصل في رؤية أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى ونظرهم إلى وجهه الكريم
ويرونه سبحانه من فوقهم*** رؤيا العيان كما يرى القمران هذا تواتر عن رسول الله لم*** ينكره إلا فاسد الإيمان وأتى به القرآن تصريحا وتعـ***ـريضا هما بسياقه نوعان وهي الزيادة قد أتت في يونس*** تفسبره من قد جاء بالقرآن ورواه عنه مسلم بصحيحه*** يروي صهيب ذا بلا كتمان وهو المزيد كذاك فسره أبو***بكر هو الصديق ذو الإيقان وعليه أصحاب الرسول وتابعو***هم بعدهم تبعية الإحسان ولقد أتى ذكر اللقاء لربنا الـ***ـرحمن في سور من الفرقان ولقاؤه إذ ذاك رؤيته حكى الـ***إجماع فيه جماعة ببيان وعليه أصحاب الحديث جميعهم*** لغة وعرفا ليس يختلفان
هذا ويكفي أنه سبحانه*** وصف الوجوه بنظرة بجنان وأعاد أيضا وصفها نظرا وذا*** لا شك يفهم رؤية بعيان وأتت أداة إلي لرفع الوهم من*** فكر كذاك ترقب الإنسان وإضافة لمحل رؤيتهم بذكـ***ـر الوجه إذ قامت به العينان تالله ما هذا بفكر وانتظا***ر مغيب أو رؤية لجنان ما في الجنان من انتظار مؤلم*** واللفظ يأباه لذي العرفان لا تفسدوا لفظ الكتاب فليس فيـ***ـه حيلة يا فرقة الروغان ما فوق ذا التصريح شيء ما الذي*** يأتي به من بعد ذا التبيان لو قال أبين ما يقال لقلتم*** هو مجمل ما فيه من تبيان
ولقد أتى في سورة التطفيف أن*** القوم قد حجبوا عن الرحمن فيدل بالمفهوم أن المؤمنيـ***ـن يرونه في جنة الحيوان وبذا استدل الشافعي وأحمد*** وسواهما من عالمي الأزمان وأتى بذا المفهوم تصريحا بآ***خرها فلا تخدع عن القرآن وأتى بذاك مكذبا للكافريـ***ـن الساخرين بشيعة الرحمن ضحكوا من الكفار يومئذ كما*** ضحكوا هم منهم على الإيمان وأثابهم نظرا إليه ضد ما*** قد قاله فيهم أولو الكفران فلذاك فسره الأئمة أنه*** نظر إلى الرب العظيم الشان لله ذاك الفهم يؤتيه الذي*** هو أهله من جاد بالإحسان
وروى ابن ماجة مسندا عن جابر*** خبرا وشاهده ففي القرآن بينا هم في عيشهم وسرورهم*** ونعيمهم في لذة وتهان وإذا بنور ساطع قد أشرقت*** منه الجنان قصيها والداني رفعوا إليه رؤوسهم فرأوه نور*** الرب لا يخفى على إنسان وإذا بربهم تعالى فوقهم*** قد جاء للتسليم بالإحسان قال السلام عليكم فيرونه*** جهرا تعالى الرب ذو السلطان مصداق ذا يس قد ضمنته عنـ***ـد القول من رب بهم رحمن من ردّ ذا فعلى رسول الله رد*** وسوف عند الله يلتقيان في ذا الحديث علوه ومجيئه*** وكلامه حتى يرى بعيان هذي أصول الدين في مضمونه*** لا قول جهم صاحب البهتان
وكذا حديث أبي هريرة ذلك الـ***ـخبر الطويل أتى به الشيخان فيه تجلى الرب جل جلاله*** ومجيئه وكلامه ببيان وكذاك رؤيته وتكيم لمن*** يختاره من أمة الإنسان فيه أصول الدين أجمعها فلا*** تخدعك عنه شيعة الشيطان وحكى رسول الله فيه تجدد الـ***ـغضب الذي للرب ذي السلطان إجماع أهل العزم من رسل الـ***إله وذاك إجماع على البرهان لا تخدعنّ عن الحديث بهذه الـ***آراء فهي كثيرة الهذيان أصحابها أهل التخرص والتنا***قض والتهاتر قائلو البهتان يكفيك أنك لو حرصت فلن ترى*** فئتين منهم قط يتفقان إلا إذا ما قلدا لسواهما*** فتراهم جيلا من العميان ويقودهم أعمى يظن كمبصر*** يا محنة العميان خلف فلان هل يستوي هذا ومبصر رشده*** الله أكبر كيف يستويان
أو ما سمعت منادي الإيمان يخـ***ـبر عن منادي جنة الحيوان يا أهلها لكم لدى الرحمن وعـ***ـد وهو منجزه لكم بضمان قالوا أما بيضت أوجهنا كذا*** أعمالنا أثقلت في الميزان وكذاك قد أدخلتنا الجنات حيـ***ـن أجرتنا من مدخل النيران فيقول عندي موعد قد آن أن*** أعطيكموه برحمتي وحناني فيرونه من بعد كشف حجابه*** جهرا روى ذا مسلم ببيان ولقد أتانا في الصحيحين اللذيـ***ـن هما أصح الكتب بعد قرآن برواية الثقة الصدوق جريـ***ـر البجلي عمن جاء بالقرآن أن العباد يرونه سبحانه*** رؤيا العيان كما يرى القمران فان استطعتم كل وقت فاحفظوا الـ***ـبردين ما عشتم مدى الأزمان ولقد روى بضع وعشرون أمرا*** من صحب أحمد خيرة الرحمن أخبار هذا الباب عمن قد أتى*** بالوحي تفصيلا بلا كتمان وألذ شيء للقلوب فهذه الأخبار مع أمثالها هي بهجة الإيمان
والله لولا رؤية الرحمن في الـ***ـجنات ما طابت لذي العرفان أعلى النعيم نعيم رؤية وجهه*** وخطابه في جنة الحيوان وأشد شيء في العذاب حجابه*** سبحانه عن ساكني النيران وإذا رآه المؤمنون نسوا الذي*** هم فيه مما نالت العينان فإذا توارى عنهم عادوا إلى*** لذاتهم من سائر الألوان فلهم نعيم عند رؤيته سوى*** هذا النعيم فحبذا الأمران أو ما سمعت سؤال أعرف خلقه*** بجلاله المبعوث بالقرآن شوقا إليه ولذة النظر التي*** بجلال وجه الرب ذي السلطان فالشوق لذة روحه في هذه الـ***ـدنيا ويوم قيامة الأبدان تلتذ بالنظر الذي فازت به*** دون الجوارح هذه العينان والله ما في هذه الدنيا ألذ *** من اشتياق العبد للرحمن وكذاك رؤية وجهه سبحانه*** هي أكمل اللذات للإنسان لكنما الجهمي ينكر ذا وذا***والوجه أيضا خشية الحدثان تبا له المخدوع أنكر وجهه*** ولقاءه ومحبة الديان وكلامه وصفاته وعلوه*** والعرش عطله من الرحمن فتراه في واد ورسل الله في***واد وذا من أعظم الكفران
فصل في كلام الرب جل جلاله مع أهل الجنة
أو ما سمعت بأنه سبحانه*** حقا يكلم حزبه بجنان فيقول جل جلاله هل أنتم*** راضون قالوا نحن ذو رضوان أم كيف لا نرضى وقد أعطيتنا*** ما لم ينله قط من إنسان هل ثم شيء غير ذا فيكون أفـ***ـضل منه نسأله من المنان فيقول أفضل منه رضواني فلا*** يغشاكم سخط من الرحمن وبذكر الرحمن واحدهم بما*** قد كان منه سالف الأزمان منه إليه ليس ثم وساطة*** ما ذاك توبيخا من الرحمن لكن يعرّفه الذي قد ناله*** من فضله والعفو والإحسان ويسلم الرحمن جل جلاله*** حقا عليهم وهو في القرآن وكذاك يسمعهم لذيذ خطابه*** سبحانه بتلاوة الفرقان فكأنهم لم يسمعوه قبل ذا*** هذا رواه الحافظ الطبراني هذا سماع مطلق وسماعنا الـ***ـقرآن في الدنيا فنوع ثان والله يسمع قوله بوساطة*** وبدونها نوعان معروفان فسماع موسى لم يكن بوساطة*** وسماعنا بتوسط الإنسان من صير النوعين نوعا واحدا*** فمخالف للعقل والقرآن
فصل في يوم المزيد وما أعد الله لهم فيه من الكرامة
أو ما سمعت بشأنهم يوم المزيـ***ـد وأنه شأن عظيم الشان هو يوم جمعتنا ويوم زيارة الـ***ـرحمن وقت صلاتنا وأذان والسابقون إلى الصلاة هم الألى*** فازوا بذاك السبق بالإحسان سبق بسبق والمؤخر هاهنا*** متأخر في ذلك الميدان والأقربون إلى الإمام فهم أولو الزلفى هناك فهاهنا قربان قرب بقرب والمباعد مثله*** بعد ببعد حكمة الديان ولهم منابر لؤلؤ وزبرجد*** ومنابر الياقوت والعيقان هذا وأدناهم وما فيهم دنيّ*** من فوق ذاك المسك كالكثبان ما عندهم أهل المنابر فوقهم*** مما يرون بهم من الإحسان فيرون ربهم تعالى جهرة*** نظر العيان كما يرى القمران ويحاضر الرحمن واحدهم محا***ضرة الحبيب يقول يا ابن فلان هل تذكر اليوم الذي كنت فيـ***ـه مبارزا بالذنب والعصيان فيقول رب أما مننت بغفرة*** قدما فانك واسع الغفران فيجيبه الرحمن مغفرتي التي*** قد أوصلتك إلى المحل الداني
فصل في المطر الذي يصيبهم هناك
ويظلهم إذ ذاك منه سحابة*** تأتي بمثل الوابل الهتان بينا هم في النور إذ غشيتهم*** سبحان منشيها من الرضوان فتظل تمطرهم بطيب ما رأوا*** شبها له في سالف الأزمان فيزيدهم هذا جمالا فوق ما*** لهم وتلك مواهب المنان
فصل في سوق الجنة الذي ينصرفون إليه من ذلك المجلس
فيقول جل جلاله قوموا إلى*** ما قد ذخرت لكم من الإحسان يأتون سوقا لا يباع ويشترى*** فيه فخذ منه بلا أثمان قد أسلف التجار أثمان المبيـ***ـع بعقدهم في بيعة الرضوان لله سوق قد أقامته الملا***ئكة الكرام بكل ما إحسان فيها الذي والله لا عين رأت*** كلا ولا سمعت به أذنان كلا ولم يخطر على قلب امرئ*** فيكون عنه معبرا بلسان فيرى امرءا من فوقه في هيئة*** فيروعه ما تنظر العينان فإذا عليه مثلها إذ ليس يلـ***ـحق أهلها شيء من الأحزان واها لذا السوق الذي من حله*** نال التهاني كلها بأمان يدعى بسوق تعارف ما فيه من*** صخب ولا غش ولا أيمان وتجارة من ليس تلهيه تجا***رات ولا بيع عن الرحمن أهل المروة والفتوة والتقى*** والذكر للرحمن كل أوان يا من تعوض عنه بالسوق الذي*** ركزت لديه راية الشيطان لو كنت تدري قدر ذاك السوق لم*** تركن إلى سوق الكساد الفاني
فصل في حالهم عند رجوعهم الى أهليهم ومنازلهم
فإذا هم رجعوا إلى أهليهم*** بمواهب حصلت من الرحمن قالوا لهم أهلا ورحبا ما الذي*** أعطيتم من ذا الجمال الثاني والله لازددتم جمالا فوق ما*** كنتم عليه قبل هذا الآن قالوا وأنتم والذي أنشأكم*** قد زدتم حسنا على الإحسان لكن يحق لنا وقد كنا إذا*** جلساء رب العرش ذي الرضوان فهم إلى يوم المزيد أشد شو***قا من محب للحبيب الداني
فصل في خلود أهل الجنة ودوام صحتهم ونعيمهم وشبابهم واستحالة النوم والموت عليهم
هذا وخاتمة النعيم خلودهم*** أبدا بدار الخلد والرضوان أو ما سمعت منادي الإيمان يخـ***ـبر عن مناديهم بحسن بيان لكم حياة ما بها موت وعا***فية بلا سقم ولا أحزان ولكم نعيم ما به بؤس وما*** لشبابكم هرم مدى الأزمان كلا ولا نوم هناك يكون ذا*** نوم وموت بيننا أخوان هذا علمناه اضطرارا من كتا***ب الله فافهم مقتضى القرآن والجهم أفناها وأفنى أهلها*** تبا لذاك الجاهل الفتان طردا لنفي دوام فعل الرب في الـ***ـماضي وفي مستقبل الأزمان وأبو الهذيل يقول يفنى كلما*** فيها من الحركات للسكان وتصير دار الخلد مع سكانها*** وثمارها كحجارة البنيان قالوا ولولا ذاك لم يثبت لنا*** رب لأجل تسلسل الأعيان فالقوم أما جاحدون لربهم*** أو منكرون حقائق الإيمان
فصل في ذبح الموت بين الجنة والنار والرد على من قال إن الذبح لملك الموت وإن ذلك مجاز لا حقيقة
أو ما سمعت بذبحه للموت بيـ***ـن المنزلين كذبح كبش الضان حاشا لذا الملك الكريم وإنما*** هو موتنا المحتوم للإنسان والله ينشىء منه كيشا أملحا*** يوم المعاد يرى لنا بعيان ينشىء من الأعراض أجساما كذا*** بالعكس كل قابل الامكان أفما تصدق أن أعمال العبا***د تحط يوم العرض في الميزان وكذاك تثقل تارة وتخف أخـ***ـرى ذاك في القرآن ذو تبيان وله لسان كفتاه تقيمه*** والكفتان إليه ناظرتان ما ذاك أمرا معنويا بل هو الـ***ـمحسوس حقا عند ذي الإيمان أو ما سمعت بأن تسبيح العبا***د وذكرهم وقراءة القرآن ينشيه رب العرش في صورة يجا***دل عنه يوم قيامة الأبدان أو ما سمعت بأن ذاك حول عر***ش الرب ذو صوت وذو دوران يشفعن عند الرب جل جلاله*** ويذكرون بصاحب الإحسان أو ما سمعت بأن ذلك مؤنس*** في القبر للملفوف في الأكفان في صورة الرجل الجميل الوجه في*** سن الشباب كأجمل الشبان أو ما سمعت بأن ما نتلوه في *** أيام هذا العمر من قرآن يأتي يجادل عنك يوم الحشر للر***حمن كي ينجيك من نيران في صورة الرجل الذي هو شا***حب يا حبذا ذاك الشفيع الداني
أو ما سمعت حديث صدق قد*** أتى في سورتين من أول القرآن فرقان من طير صواف بينهما*** شرق ومنه الضوء ذو تبيان شبههما بغمامتين وان تشا*** بغيابتين هما لذا مثلان هذا مثال الأجر وهو فعالنا*** كتلاوة القرآن بالإحسان فالموت ينشيه لنا في صورة خلاقة حتى يرى بعيان والموت مخلوق بنص الوحي والـ***ـمخلوق يقبل سائر الألوان في نفسه وبنشأة أخرى بقد***رة قالب الأعراض والألوان أو ما سمعت بقلبه سبحانه الـ***أعيان من لون إلى ألوان وكذلك الأعراض يقلب ربها*** أعيانه {.... توقيع وعجلت اليك ربى لترضى ....} | |
|
|
مواضيع مماثلة | |
|
| |
مُشاطرة هذه المقالة على: | | ردود موضوع : نونية ابن القيم في وصف الجنة... راااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة | |
| كاتب الموضوع | رسالة |
---|
|
| نونية ابن القيم في وصف الجنة... راااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة | |
|
| |
| صفحة 1 من اصل 1 | |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
| |
|