|
في كل عام تهل على الأسرة أيام الامتحانات, وتحمل معها أجواء جديدة, وقد تحمل معها التوتر والاضطراب والشجار و المشكلات الزوجية, والأزمات الأسرية, فهل ما يحدث سببه: الامتحانات حقاً أم هي بريئة من ذلك؟
ماذا تريد الأسرة من الأبناء؟
بداية هل نريد تفوقاً علمياً لأبنائنا فقط.. أم نريد لهم تفوقاً تربوياً أيضاً ؟
بالإجابة عن هذا تطمئن الأسر وتهدأ الأحوال, فهي بالفعل تريد تفوقاً علمياً وتربوياً, و في ضوء هذه الاتفاقات, فليست الامتحانات شبحاً كما يتصور البعض نواجهه بالمعارك, وإنما لابد من الاستيعاب القائم على الفهم وحفظ ما يمكن حفظه من قوانين وقواعد وأسس.
لذلك المطلوب حتى ينجح أولادنا في مراحلهم الدراسية المختلفة من أمران: الأول إزالة النفور لدى أبنائنا, الذي قد يكون من طبيعة المادة, أو ممن يعرض المادة, أو من الأصحاب والشلة .
والثاني: تهيئة جو صحي ممثل في ذهن صاف ليتم الفهم, والالتزام في الوقت ليتم الإلمام, والمذاكرة ليتم الاستيعاب.
أمهات قلقات:
أما الأمر الخطير في أيام الامتحانات أن تصل حالة الأمهات إلى التهديد والاضطراب من كثرة قلقهن من قرب الامتحانات, أو صعوبتها, وفي هذه الحالة لابد من تهدئة الأمهات القلقات وذلك بالاستعانة بقريبة محببة من الأم تحدثها بهذا الشأن, ومن الأفضل أن يبعد الأب عن ذلك حتى لا تكون مدعاة إلى مزيد من التوتر, وهذا كله من أجل أن يحقق هدف واحد هو مظهر نجاح الأبناء و تجاوزهم مرحلة الامتحان بخير.
الحلل العملي للتعامل مع أيام الامتحانات:
ضعف التركيز لدى أبنائنا في مرحلة الطفولة, وميلهم إلى اللعب, هو أمر في الحقيقة لا يدعو للقلق أبداً, فمراعاة اللعب ومراعاة المرحلة التعليمية ومراعاة النضج العقلي والعاطفي والزمني لأعمار الأبناء, كل ذلك يحتاج منا إلى الحيل التربوية بما يتوافق مع هذه السن المبكرة, ومراعاة الظروف النفسية, والاهتمام بالتغذية الصحيحة, وليس كما تلجأ أغلب الأسر إلى الانفعال فقط .
إن تقييم القدرات لأبنائنا بقراءة عامة لملخص المادة, ثم إلمام سريع لها, وأجوبة للأسئلة المهمة, وحلول للامتحانات السابقة... تكفي من أجل إلمام الابن بجو الامتحان و الذهاب إليه بدون خزف فلا تقيدوا أبنائكم و تخنقوهم بأكثر من ذلك.. كالدروس الخصوصية المكثفة و التي لا داعي لها, و التشديد عليهم بكلمة (ادرس ادرس), و حرمانهم مما يحبون بحجة (عندما ينتهي الامتحان افعل ما يحلو لك..) .
حقيقة النظام الغذائي لأيام الامتحانات:
منا من يتصور نتيجة توصيات البعض بأن هناك ما يسمى بنظام خاص بالامتحانات سواء كان طعاماً أو شراباً, وقد يخرج البعض عن التوصية زاعماً بأن أطعمة معينة أو أشربة معينة خاصة بالامتحانات, فيروج لها مستغلاً القلق في البيوت, فهل هذا الكلام حقيقي؟ وهل يتعارض مع من يقول: ملعقة عسل, أو كوب لبن, أو غذاء خفيف, أو ساندويتش معين, أو فاكهة وخضار...إلخ؟
في الحقيقة الأمر لا يوجد شيء اسمه نظام خاص بالامتحانات, ولكن هناك أمران إذا تحققا فلا يهم ما يؤكل, وهما: صفاء الذهن وتنشيط الذاكرة سواء بالنصائح السابقة أو بغيرها, ولكن مع كل الملابسات هناك اتفاق على وجبة الإفطار قبل الذهاب إلى الامتحانات أو المراجعة أيام الامتحانات, لأنها تؤدي إلى تحقيق الأمرين السابقين معاً.
{.... توقيع بحر الحنين ....} | |
|
|