الضحك يفيد قلبك والغضب يرفع ضغط دمك

:السلام عليكم: [center]

يمكن أن يرتفع معدل ضغط دمك عندما تشعر بالانزعاج. هذا بالضبط ما يحصل لجسمك عندما تخوض جدالاً مع أحد ويبدو أن آثاره تدوم. في الأسبوع الذي يلي الحادث المزعج، ليس عليك سوى التفكير في الجدال ليرتفع ضغط دمك من جديد وفق البحث الذي نُشر في المجلة الدولية للعلوم النفسية الجسدية. لذلك، إذا خضت جدالاً حاداً وشعرت بالانزعاج أو بالإحباط، الأفضل أن تنسى الأمر.

نصف ساعة من الجدال مع الشريك كفيلة بإبطاء قدرة جسمك على الشفاء ليوم واحد على الأقل. بالنسبة إلى الأزواج الذين يتجادلون باستمرار، تكون قدرتهم على الشفاء أكثر بطئاً. اكتشف الباحثون في جامعة أوهايو هذا الأمر عبر إخضاع الأزواج إلى اختبار جهاز الامتصاص الذي ينتج بثوراً صغيرة على الذراع، عندما طُلب منهم التحدث عن الخلافات التي أججت انفعالاتهم، طالت فترة شفاء البثور بنسبة 40% تقريباً. يقول الباحثون إن رد الفعل هذا ناتج عن تدفق السيتوكين أي الجزيئات المناعية التي تحارب الالتهاب. يرتبط الارتفاع المزمن في معدل السيتوكين بالإصابة بالتهاب المفاصل، داء السكري، القلب والسرطان.

الوقوع في الحب

اكتشف الباحثون في جامعة بافيا في إيطاليا أن الوقوع في الحب يرفع معدلات عامل النموالعصبي لمدة عام تقريباً. تساعد هذه المادة الشبيهة بالهورمون على تجديد الجهاز العصبي وتحسين الذاكرة عبر تنبيه نمو خلايا دماغية جديدة. كذلك ترتبط بالشعور بالحب والرضا، الأمر الذي يؤدي إلى تهدئة الجسم والدماغ. للأسف، اكتشف الباحثون أن المعدلات انخفضت بعد حوالي عام أي عندما انتهت مشاعر الحب.

ضغط

آثار الضغط المستمر، وهو نوع من الإجهاد المزمن، معروفة جيداً. في هذا المجال يقول روبرت سابولسكي، بروفسور في العلوم البيولوجية في جامعة ستانفورد: «في رد الفعل على الإجهاد الحاد، يوقف الجسم أعمال البناء والترميم على المدى الطويل ويؤدي الارتفاع المستمر في معدل الكورتيزول إلى تضرر الجسم. كذلك تضعف وظيفة الذاكرة وتكف مضادات الأجسام الغريبة عن العمل، بالتالي يشعر الشخص بالتعب والإحباط وتنخفض نسبة الإنجاب».

لدى التعرض إلى الإجهاد المزمن على مدى أعوام، يؤدي ارتفاع معدل السكر في الدم والأحماض الدهنية إلى زيادة خطر الإصابة بالداء القلبي الوعائي والسكري. اكتشفت دراسة حديثة جرت في جامعة لندن أن الإجهاد يرفع نسبة الكوليسترول وهو عامل آخر يرفع نسبة خطر الإصابة بالداء القلبي الوعائي.

ضحك

اكتشف العلماء في جامعة كاليفورنيا أن الضحك يرخي العضلات المشدودة، يخفف فرز الهورمونات المسببة للإجهاد، يخفض معدل ضغط الدم ويساعد على زيادة امتصاص الأوكسجين في الدم. وجد أطباء القلب في المركز الطبي في جامعة ميريلاند أن الضحك يمكن أن يخفض خطر الإصابة بالنوبة القلبية عبر ضبط الإجهاد غير المرغوب فيه، الأمر الذي يمكن أن يقضي على البطانة الوقائية للأوعية الدموية. كذلك، يؤدي الضحك إلى حرق السعرات الحرارية لأن 400 عضلة في الجسم تتحرك عند الضحك. يقدر بعض الباحثين أن الضحك مئة مرة يعادل تمريناً على آلة التجذيف لعشر دقائق أو على الدراجة الهوائية لخمس عشرة دقيقة.

إخفاء

أيهما الأفضل؟ التنفيس عن الغضب أو حبسه في الداخل؟ يصعب معرفة الإجابة لأن لكليهما آثاره السلبية. عاينت دراسة طويلة الأمد أجريت في ميشيغان ردود فعل أشخاص بارزين عند توبيخهم الآخرين على أمر لم يفعلوه. إن النساء اللواتي كبتن غضبهن خلال المواجهة تعرضن إلى خطر الوفاة بنسبة ضعفين بسبب الإصابة بنوبة قلبية، سكتة دماغية أو السرطان. قد تدوم نوبة الغضب لدقائق إلا أنها يمكن أن تسبب ارتفاعاً حاداً في نسبة الأدرينالين وضغط الدم وتسارعاً في نبضات القلب، الأمر الذي يرفع خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بخمسة أضعاف لدى الأشخاص فوق الخمسين. إن حالات حادة من الغضب مثل عدم الصبر والانزعاج السريع تضر بالصحة. ترتبط هذه الحالات بالقلق، المزاج العكر وارتفاع خطر الإصابة بمرض معد بسبب الإجهاد المناعي.

بكاء

عند البكاء، يتخلص المرء من الانفعالات السلبية. أجرى الدكتور ويليام فراي، عالم بالكيمياء الحيوية، مقارنة بين الدموع التي ذرفتها النساء لأسباب انفعالية وتلك التي ذُرفت عند تعرض النساء إلى رائحة البصل. اكتشف أن الدموع الانفعالية تحتوي على معدل مرتفع من الهورمونات والناقلات العصبية المرتبطة بالإجهاد. كذلك تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ومعدل نبضات القلب وارتفاع نسبة الموجات الدماغية المتزامنة.

استنتج د. فراي أن الغاية من البكاء الانفعالي هي إزالة المواد الكيماوية المرتبطة بالإجهاد. يقول إن الوجود المستمر لهذه المواد عند حبس الدموع يُبقي المرء في حالة من التوتر. عندئذ، يصبح الجسم أكثر عرضة إلى آثار القلق السلبية بما في ذلك ضعف المناعة والذاكرة وعسر الهضم.

غيرة

تعتبر الغيرة أكثر الانفعالات البشرية قوة وتسبباً بالألم. فيما يشعر الرجال بالغيرة عند اشتباههم بمنافسة جنسية. تقول الدكتورة جاين فليمنغ: «الغيرة مزيج انفعالي معقد من الخوف والإجهاد والغضب. تنبه هذه الانفعالات رد الفعل على الإجهاد بطريقة حادة. يعاني الشخص الذي يشعر بالغيرة من ارتفاع ضغط الدم وتسارع نبضات القلب ومعدلات الأدرينالين بالإضافة إلى ضعف المناعة، الشعور بالقلق وربما بالأرق».

معانقة

بالنسبة إلى الدكتورة هايلا كاس، أستاذة الطب النفسي في جامعة كاليفورنيا، يحفز الأكسيتوسين أي «هورمون الترابط» الزوجين على التلامس والتعانق. في المقابل، يؤدي ذلك إلى إطلاق الهورمون المضاد للإجهاد والشيخوخة الذي ينبه الترميم الخلوي في الجسم. كذلك اكتُشف أن أشكالاً أخرى من التلامس مثل التدليك تساعد الجسم على الشفاء.

يستخدم د. محمد أوكس في مستشفى كولومبيا في نيويورك التدليك بانتظام لمعالجة المرضى الذين خضعوا إلى عملية القلب المفتوح وعمليات زرع القلب لأن النتائج أظهرت انخفاضاً في نسبة المضاعفات إلى حد كبير.

امتنان

الشعور بالامتنان لما يمتلكه المرء أو يحققه من انجازات أو لمجرد بقائه على قيد الحياة كفيل برفع نسبة المناعة وخفض معدل ضغط الدم وتسريع عملية الشفاء في أنحاء الجسم. درس د. رولين ماكريتي من معهد هارتماث في الولايات المتحدة الرابط بين العواطف والسلامة الجسدية. اكتشف أن الشعور بالامتنان والرضا، على غرار الحب، ينبه عملية إطلاق الأكسيتوسين. يقول: «يفرز القلب هورمون الترابط هذا عند الشعور بالتواصل مع الآخرين ويقضي على الإجهاد عبر تسببه باسترخاء الجهاز العصبي. بالتالي، ترتفع نسبة الأكسجة في الأنسجة وتتسارع فترة الشفاء. عند معاينة مخطط كهربائية القلب، اكتشفنا أن الشعور بالامتنان ارتبط بنشاط كهربائي متناغم حول القلب والدماغ حيث تعمل الأعضاء بفعالية كبرى».

اكتئاب

يرتبط الإحساس بالاكتئاب، التشاؤم واللامبالاة بانخفاض معدل السيروتونين والدوبامين، الناقلين العصبيين المرتبطين بالشعور الجيد في الدماغ. في هذا السياق توضح د. جاين فليمنغ: «يؤدي السيروتونين دوراً في الشعور بالألم وقد يكون السبب في أن 45% من المصابين بالاكتئاب يعانون من الآلام والأوجاع. كذلك يرتبط المزاج العكر بقلة النوم، التعب والاختلال الوظيفي الجنسي. مثلما يرتبط السيروتونين بمشاعر الرغبة، قد يرتبط كذلك بانخفاض معدل المواد الكيماوية في الدماغ».

كيف تعالج انفعالاتك؟

ضع حداً للانفعالات السلبية. كلما سمحت لها بالسيطرة على أفكارك، طالت معاناتك جسدياً ونفسياً.

إذا وجدت نفسك وسط جدال حاد أو كنت تشعر بالإرهاق، اخرج من هذا الوضع وابحث عن مكان هادئ. خذ نفساً عميقاً مرات عدة وركز على فكرة أن كل شيء على ما يرام وأنك مسيطر على الوضع تماماً. سيؤدي ذلك إلى تخفيف سرعة نبضات القلب وخفض معدل ضغط الدم على الفور. إذا خضت جدالاً مع أحد، حاول مناقشته، لكن إذا كان الأمر مستحيلاً الأفضل أن تغادر المكان.

من المهم التخفيف من حدة الإجهاد. يعتبر التنفس البطني جزءاً مهماً في تغيير الانفعالات السلبية. خذ نفساً عميقاً لبضع دقائق لتسترخي وتتخلص من القلق.

يمكن أن يؤدي تصور حالة عاطفية إيجابية إلى آثار مفيدة للصحة. لا يمكن أن يميز العقل بين الحالة التي يتم تصورها والحالة «الخارجية» الحقيقية. لذلك، إذا تصورت حالة عاطفية إيجابية، قد تختبر فوائدها وكأنك عشتها بالفعل.

تخيل أنك تضحك وأنك سعيد ومليء بالحيوية. كلما جعلت الأمر حيوياً، زادت فاعليته. يمكنك أن تردد عبارات إيجابية مثل: أشعر بسعادة أكبر يوماً بعد يوم. إن تكرار هذه العبارة كفيل برفع معنوياتك ومعدل نشاطك.
منقووووول