|
الحمد لله ربى العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبى الكريم.
يقولُ الشيخُ ابنُ باز – رحمهُ اللهُ – في شرحِه لحديثِ : (( إنما الأعمال بالنيات )) :
هذا حديثٌ عظيمٌ ، قال بعضُ أهلِِ العلمِ : إنه نِصفُ الدِّين ؛ لأنّ الشرعَ نِصفان: نصفٌ يتعلقُ بالقلوبِ , ونصفٌ يتعلق بالظاهر . وهذا يتعلقُ بالقلوبِ ، والشرائِعُ الأخرى تتعلق بالظاهر ؛ الصلاة والزكاة والصيام وغيرُ ذلك ممّا يتعلق بالظاهر ، مع ما في القلوب . فهذا يتعلق بالقلوب وأنه هو الأساس ، ما في القلبِ هو الأساسُ ، لو صلى وهو لم ينوي الصلاة , أو صام ما نوى الصيامَ , أو زكى ما نوى الزكاة , أو حجّ ولا نوى الحجّ , فعلَ أعماله من غير نية وغير ذلك ، لا تصيرُ عبادة ، لابد من النية .
" إنما الأعمال بالنيات " هذا حصرٌ ، وله شواهدُ ، وهو حديثٌ فردٌ لكن له شواهدُ: مثلُ حديثِ (( لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية )) فذكرَ النية . ومثلُ قولِه - صلى الله عليه وسلم – : (( إن اللهَ لا ينظرُ إلى صُوَرِكم ولا إلى أموالِكم , ولكن ينظرُ إلى قلوبِكم وإلى أعمالِكم )) . وهناك أدلة كثيرة تدلّ إلى عِظمِ شأن القلبِ , وما يتعلق بالقلبِ ، لكن هذا الحديثُ خُصَّ بهذا . . (( إنما الأعمال بالنيات )) يعني صِحّة وفساداً , وقبولاً وردّاً ، وعِظمُ الثوابِ وقلةِ الثوابِ حَسَبِ ما في القلوبِ من الإخلاصِ للهِ , والصِدْقِ والرغبةِ لما عندَ اللهِ وما يترتبُ على ذلك . (( وإنما لكل امرئ ما نوى )) ليس له إلا ما نوى ، فمن نوى بعبادتِه وجه َ اللهِ فله ما نوى , وإن نوى رياءَ الناس فله ما نوى ، وهذا يُوجبُ الإخلاصَ في الأعمال وأنّ المؤمنَ يُلاحظُ قلبَه في كلِّ أعمالِه ؛ إذا صلى إذا صام إذا اتبعَ الجنازةَ , إذا عاد مريضاً , إذا باع واشترى , إلى غير ذلك ، يكون له نية صالحة فى تصرفاتِه وأعماله يريد وجهَ الله والدارَ الآخرةَ , يريدُ ما أحَلَّ اللهُ , وتركَ ما حَرّمَ اللهُ , يريدُ الأجرَ في كذا وكذا , وهكذا ، فيتبع الجنازة يريدُ الأجرَ , لا رياءً ولا سُمعة ، يصلي يريدُ وجهَ الله ، يصومُ يريدُ وجهَ الله ، يؤدي الزكاة يريدُ وجهَ اللهِ ، إلى غير ذلك . قال بعضُهم : إنه شطرُ الدِّين كما تقدم , والشطرُ الآخرُ حديثُ عائشة : (( مَنْ أحْدثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ )) , (( من عَمِل عَملاً ليس عليه أمرُنا فهو ردٌّ )) هذا يتعلق بالأمرِ الظاهر , والحكمِ الظاهر , وأنه لا بدَّ من موافقةِ الشرع , فالدينُ ينقسمُ قسمين : - قسمٌ يتعلق بالنيةِ ، وفيه حديثُ عمرَ . - وقسمٌ يتعلقُ بالظاهرِِ , وفيه حديثُ عائشة , وما جاء فى معناه مِمّا يتعلق بالتحذير من البدع , وأنْ لابدَّ من أن تكونَ الأعمالُ على وَفْقِِ الشرع . شرطُ العمل أمران : : - أن يكونَ للهِ . - وأن يكونَ مُوافقاً للشرع . . فالذي للهِ داخلٌ في قولِه : (( شهادة أنْ لا إله إلا الله )) ، والذي مُوافقٌ للشرع داخلٌ في (( شهادة أن محمداً رسول الله )) فلا بدّ أن يكونَ العملُ موافقاً لِـ ( لا إله إلا الله ) وموافقاً لِشهادة ( أن محمداً رسول الله) يكونُ فيه الإخلاصُ , ويكونُ فيه الموافقة للشرع ، هذه داخلة في جميع أنواع العبادةِ ، جميع التعبّدات ، إنْ كانت لغير صارتْ شِرْكاً ، وإن كانت على غير الشريعةِ صارت بدعة ، فلا بدّ في العمل الذي يتقربُ به الإنسان ويتعبدُ به ، لا بدّ أن يكونَ لله ولا بدّ أنَ يكون موافقاً للشريعةِ , كما قال تعالى { فمَنْ كان يرجو لقاءَ ربِّه فليَعْمَلْ عملاً صالحاً} هذه موافقةُ الشرع { ولا يُشركْ بعبادةِ ربِّه أحداً } هذا الإخلاصُ ، لابدّ أنْ يوافقَ الشرعَ , ولا بدّ أنْ يكونَ للهِ وحدَه . ولا تكونُ الأعمالُ صالحةً ولا زاكيةً ولا مقبولة إلا بالشرطين ، أن تكونَ للهِ وأنْ تكونَ موافقة للشريعة . اهـ
* و قال ابن عثيمين في شرحِه لهذا الحديث :
الأعمالُ جمعُ عمل ، ويشملُ أعمالَ القلوبِ وأعمالَ النطقِ ، وأعمالَ الجوارحِ ، فتشملُ هذه الجملةُ الأعمالَ بأنواعِها . فالأعمالُ القلبيةُ : ما في القلبِ من الأعمالِ : كالتوكل على الله ، والإنابةِ إليه ، والخشيةِ منه وما أشبهَ ذلك . والأعمالُ النطقيّة : ماينطِقُ به اللسانُ ، وما أكثرَ أقوالِ اللسانِ ، ولا أعلمُ شيئاً من الجوارحِ أكثرَ عملاً مِنَ اللسان ، اللهمّ إلا أنْ تكونَ العينُ أو الأذنُ . والأعمالُ الجوارحيّةُ : أعمالُ اليدين والرِّجلين وما أشبهَ ذلك . ( الأعمالُ بِالنيّاتِ ) النيّات : جمعُ نِيّةٍ وهي : القصدُ . وشرعا ً: العزمُ على فِعْلِ العبادةِ تقرّباً إلى الله – تعالى - ومَحَلها القلبُ ، فهي عملٌ قلبيٌّ ولاتعَلقَ للجوارحِ بها . ( وإنّما لِكلِّ امرئٍ ) أي : لكلِّ إنسانٍ مَا نوى , أي : ما نواه . وهنا مسألةٌ : هل هاتان الجملتان بمعنىً واحدٍ ، أو مختلفتان ؟ الجوابُ : يجبُ أنْ نعلمَ أنّ الأصلَ في الكلام التأسيسِ دون التوكيدِ . ومعنى التأسيس : أنّ الثانيةَ لها معنىً مستقلٌّ . ومعنى التوكيد ُ: أنّ الثانية بمعنى الأولى . وللعلماءِ - رحمهم الله - في هذه المسألةِ رأيان : يقولُ أولهما : إنّ الجملتان بمعنىً واحدٍ ، فقد قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم – ( إنّما الأعمالُ بالنيّاتِ ) وأكد ذلك بقولِه : ( وإنّما لكلِّ امرئٍ ما نَوَى ) . والرأيُ الثاني يقولُ : إنّ الثانيةَ غيرُ الأولى ، فالكلامُ من بابِ التأسيسِ , لامن بابِ التوكيدِ . والقاعدةُ : أنّه إذا دار الأمرُ بين كونِ الكلامِ تأسيساً أو توكيداً , فإننا نجعلُه تأسيساً ، وأنْ نجعلَ الثاني غيرَ الأوّلِ ؛ لأنك لو جعلت الثاني هو الأوّلَ صار في ذلك تكرارٌٌ يحتاجُ إلى أنْ نعرفَ السببَ . والصوابُ : أنْ الثانيةَ غيرُ الأولى ، فالأولى باعتبارِ المَنوي , وهو العملُ . والثانية باعتبارِ المَنْوي له , وهو المعمولُ له ، هل أنتَ عَمِلتَ لله , أو عملت للدّنيا . ويدُلُّ لهذا مافرّعَه عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في قولِه : ( فمَنْ كانت هِجْرته إِلَى اللهِ ورسولِه فهجْرتهُ إلَى اللهِ ورسولِه ) وعلى هذه فيبقى الكلامُ لاتكرارَ فيه . والمقصودُ من هذه النيةِ تمييزُ العاداتِ من العباداتِ ، وتمييزُ العباداتِ بعضِها مِن بعض . وتمييزُ العاداتِ من العباداتِ مثاله : أوّلا : الرجلُ يأكلُ الطعامَ شهْوةً فقط ، والرجلُ الآخرُ يأكلُ الطعامَ امتثالاً لأمرِ اللهِ - عزّ وجلَّ – في قولِه : { وكلوا واشْرَبُوا } ( الأعراف : الآية 31 ) فصارَ أكلُ الثاني عبادةً ، وأكلُ الأوّلِ عادةً . ثانياً : الرجلُ يغتسلُ بالماءِ تبردا ً، والثاني يغتسلُ بالماءِ من الجَنابةِ ، فالأولُ عادةٌ ، والثاني عبادةٌ ؛ ولهذا لوكان على الإنسان جَنابة , ثم انغمسَ في البحر للتبردِ ثم صلى فلا يُجْزئه ذلك ؛ لأنه لابدّ من النية ، وهو لم ينوِ التعبّدَ , وإنما نوى التبرّدَ . ولهذا قال بعضُ أهلِ العلمِ : عباداتُ أهلِ الغفلةِ عاداتٌ ، وعاداتُ أهلِ اليَقظةِ عباداتٌ . عباداتُ أهل الغفلةِ عاداتٌ , مثاله : مَنْ يقومُ ويتوضأ ويصلي ويذهبُ على العادةِ . وعاداتُ أهل اليقظةِ عباداتٌ مثاله : مَن يأكلُ امتثالاً لأمر اللهِ ، يريدُ إبقاءَ نفسِه ، ويريدُ التكففَ عن الناس ، فيكونُ ذلك عبادةً . ورجلٌ آخرُ لبس ثوباً جديداً , يريدُ أنْ يترفعَ بثيابه ، فهذا لايؤجرُ ، وآخرُ لبسَ ثوباً جديداً يريدُ أنْ يُعَرِّفَ الناسَ قدْرَ نعمةِ اللهِ عليه , وأنّه غنيٌّ ، فهذا يُؤجرُ . ورجلٌ آخرُ لبس يومَ الجُمُعةِ أحسن ثيابه ؛ لأنه يومُ جُمُعةٍ ، والثاني لبس أحسن ثيابه تأسِّياً بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فهو عبادة . تمييزُ العبادات بعضِها من بعضٍ مثاله : رجلٌ يُصلي رَكعتين يَنوي بذلك التطوعَ ، وآخرُ يُصلي ركعتين ينوي بذلك الفريضةَ ، فالعملان تمَيّزا بالنيةِ ، هذا نفلٌ وهذا واجبٌ ، وعلى هذا فقِسْ . إذاً المقصودُ بالنيّة : تمييزُ العباداتِ بعضِها من بعضٍ ؛ كالنفل مع الفريضةِ ، أوتمييز العباداتِ عن العاداتِ . واعلمْ أنّ النيّة محلها القلبُ ، ولايُنطقُ بها إطلاقا ؛ لأنك تتعبّدُ لِمَن يعلمُ خائنةَ الأعيُن وما تخفي الصدورُ ، واللهُ - تعالى - عليمٌ بما في قلوبِ عبادِه ، ولست تريدُ أنْ تقومَ بين يديِِ مَن لايعلمُ ؛ حتى تقولَ : أتكلمُ بما أنوي ليعلمَ به ، إنما تريدُ أنْ تقفَ بين يَدَيِ من يعلمُ ما توسوسُ به نفسُك ويعلمُ مُستقبلك وماضيك وحاضرَك . ولهذا لم يَرِدْ عن رسول اللهِ ولاعن أصحابه - رضوانُ اللهِ عليهم - أنهم كانوا يتلفّظون بالنيّةِ ؛ ولهذا فالنّطقُ بها بدعة يُنهى عنه ؛ سرّاً أو جهراً ، خلافاً لمَن قال مِن أهل العلم : إنه يُنطق بها جهراً ، وبعضُهم قالَ : يُنطقُ بها سِرّاً ، وعللوا ذلك من أجل أن يطابقَ القلب اللسان . يا سبحان الله ! أين رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عن هذا ؟ لوكان هذا من شرع الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - لفعله هو وبيّنه للناس . - وهنا مسألة : إذا قال قائلٌ : قولُ المُلبّي : لبّيْكَ اللهمّ عمرةً ، ولبّيْكَ حجّا ، ولبّيك اللهمّ عمرة وحجّا ، أليس هذا نطقا بالنّية ؟ فالجوابُ : لا ، هذا مِن إظهار شعيرةِ النُّسكِ ؛ ولهذا قال بعضُ العلماءِ : إنّ التلبية في النسكِ كتكبيرةِ الإحرام في الصلاة ، فإذا لم تلبِّ لم ينعقِدِ الإحرامُ ، كما أنه لو لم تكبرْ تكبيرة الإحرام للصلاةِ ما انعقدتْ صلاتك . ولهذا ليس من السنّة أن نقولَ ما قاله بعضُهم : اللهمّ إني أريدُ نسُكَ العمرةِ ، أو : أريدُ الحجَّ فيسّره لي ؛ لأن هذا ذِكرٌ يحتاجُ إلى دليل , ولادليلَ . إذاً اُنكِرُ على من نطق بها ، ولكن بهدوءٍ بأن أقولَ له : يا أخي هذه ما قالها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابُه ، فدعْها . فإذا قال : قالها فلانٌ في كتابهِ الفلانيِّ ؟ فقلْ له : القولُ ما قالَ اللهُ - تعالى -ورسوله - صلى الله عليه وسلم - . ( وإنّما لكلِّ امْرئٍ ما نَوَى ) هذه هي نيّة المعمولِ له . والناسُ يتفاوتون فيها تفاوتاً عظيماً، حيث تجدُ رجلين يصلّيان بينهما أبعدُ ممّا بين المشرق والمغربِ , أو ممّا بين السماءِ والأرضِ في الثوابِ ؛ لأن أحدَهما مُخلصٌ ؛ والثاني غيرُ مُخلصٍ . وتجدُ شخصين يطلبان العلمَ في التّوحيدِ ، أو الفقهِ ، أو التفسير ، أو الحديثِ ، أحدُهما بعيدٌ من الجنّة , والثاني قريبٌ منها ، وهما يقرآن في كتابٍ واحدٍ وعلى مدرّسٍ واحدٍ . فهذا رجلٌ طلب دراسةَ الفقهِ من أجلِ أن يكونَ قاضياً , والقاضي له راتبٌ رفيعٌ , ومرتبة ٌرفيعة ، والثاني درس الفقهَ من أجل أن يكونَ عالماً مُعلماً لأمةَِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - فبينهما فرقٌ عظيمٌ . قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - : ( مَنْ طَلَبَ عِلمَاً وهو مِمّا يُبْتغى بِه وجهُ اللهِ لا يُريدُ إِلا أنْ يَنالَ عَرَضاً مِنَ الدّنْيا لمْ يَرِحْ رائِحةَ الجنّةِ ) أخلِصِ النية للهِ عزّ وجلّ . ثم ضرب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مثلاً بالمهاجر فقال : ( فمَنْ كانت هِجرتهُ ) الهجرة في اللغة : مأخوذةٌ من الهَجْرِ , وهو التركُ . وأمّا في الشرع فهي : الانتقالُ من بلدِ الكفر إلى بلدِ الإسلام . وهنا مسألة : هل الهجرة واجبة أو سنة ؟ والجوابُ : أنّ الهجرةَ واجبة على كلِّ مؤمنٍ لايستطيعُ إظهارَ دينِه في بلدِ الكفرِ ، فلا يتمُّ إسلامُه إذا كان لايستطيعُ إظهارَه إلا بالهجرةِ ، وما لايتمُّ الواجبُ إلا به فهو واجبٌ . كهجرةِ المسلمين من مكةَ إلى الحبشةِ ، أو من مكة إلى المدينةِ . ( فمَنْ كانت هِجْرتهُ إلى اللهِ ورسولِهِ فهجرتهُ إلَى اللهِ ورسولِهِ ) كرجل انتقلَ من مكة قبلَ الفتح إلى المدينةِ يُريدُ اللهَ ورسولَه ، أي : يُريدُ ثوابَ اللهِ ، ويريدُ الوصولَ إلى اللهِ , كقولِه تعالى : { وإنْ كنتنَّ تردْنَ اللهَ ورسولَهُ } (الأحزاب : الآية29 ) إذاً يريدُ اللهَ : أي يريدُ وجهَ اللهِ ونُصرَةَ دينِ اللهِ ، وهذه إرادة حسنة . ويريدُ رسولَ الله : ليفوزَ بصُحْبتِه ويعملَ بسنتِه ويُدافعُ عنها ويدعو إليها , ونشرَ دينِه . فهذا هجرته إلى الله ورسولِه ، واللهُ - تعالى - يقولُ في الحديث القدسيِّ : ( مَنْ تقرَّبَ إليَّ شِبْراً تقرَّبْتُ إلَيه ذراعًا ) إذا أرادَ اللهَ ، فإنّ اللهَ - تعالى - يكافئهُ على ذلك بأعظمَ ممّا عمل . وهنا مسألة : بعدَ موتِ الرسول - صلى الله عليه وسلم هل يمكن أن نهاجر إليه عليه الصلاة والسلامُ ؟ والجوابُ : أمّا إلى شخصِه فلا ؛ ولذلك لايُهاجَرُ إلى المدينةِ من أجل شخصِ الرسول - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأنه تحت الثرى . وأما الهجرة إلى سنّتِه وشرعِه - صلى الله عليه وسلم - فهذا مِمّا جاء الحث عليه وذلك مثلُ : الذهابِ إلى بلدٍ لنصرةِ شريعةِ الرسول , والذَوْدِ عنها . فالهجرة إلى اللهِ في كلِّ وقتٍ وحينٍ ، والهجرة إلى رسول اللهِ لشخصِه وشريعتِه حالَ حياتِه ، وبعدَ مَماتِه إلى شريعتِه فقط . {.... توقيع نلتقي لنرتقي ....} | |
|
|