|
أولا : طريقة مناقشة موضوع : بادئ ذي بدء، نعطي مفهوما مبسطا للمناقشة، و هو أنها لحظة فكرية تمكن من توظيف المكتسب المعرفي، بشكل يتلاءم مع الموضوع وبطريقة مناسبة. يجب التأكيد، في هذا المقام، على أن المعلومات المكتسبة تؤدي دورا وظيفيا ومن ثم يجب تفادي السرد والإستظهار، وبعبارة أخرى، علينا أن نستغل المعلومات الضرورية بالشكل المناسب، بحيث يصبح مضمون النص هو الذي يتحكم في المعارف وليس العكس. هكذا سنتمكن من اعتبار المناقشة شكلا من أشكال القراءة النقدية لأطروحة النص، التي تكتسي غالبا صورة نقد داخلي و/أو خارجي تتم فيه مقارنة التصور الذي يتبناه النص بأطروحات تؤيده وأخرى تعارضه، وذلك من خلال توظيف سجالي نحرص من خلاله على أن نبرز مواطن التأييد أو المعارضة . و عموما يطرح النص النقاشي على هذا المنوال : مقدمة : و فيها تمهيد لطرح الإشكال و هي عبارة عن أفكار عامة تبدأ بالتخصص حتى تصل إلى لب الموضوع. طرح الإشكال : و في هذه النقطة يتم طرح الإشكال بشكل مباشر و دقيق و متخصص. تفعيل الإشكال : يكون عامة كتحليل صغير للإشكال و يكون عادة بطرح أسئلة عن أسباب الإشكال، نتائجه و حلوله، تعبر بصفة خالصة عن رأي صاحب الموضوع. و بناءا على هذا المفهوم تكون مراحل المناقشة البناءة على هذه الشاكلة : 1- قراءة النص قراءة متأنية و موضوعية، مراعيين تكرار القراءة أكثر من مرة إن أمكن. خلال هذه القراءة يكون مطلوبا التركيز و التمحيص لكل كلمة في النص. 2- بعد الانتهاء من القراءة، نعيد استذكار أفكار النص الأساسية، التي بها يكون محور موضوع النص. و هنا نميز حالتين، إما استذكار كتابي و إما استذكار ذهني، فالكتابي نقوم بتدوين الأفكار الأساسية للنص باستعمال طريقة "الكلمة المفتاح – les mots clé ". أما ذهنيا فبالتفكير بتأن في فيما يهدف إليه النص و ما غرضه، عن طريق ترتيب الأفكار ترتيبا منطقيا لنخلص في كلتا الحالتين إلى إشكال النص. 3- في هذه المرحلة، يتم توظيف الرأي الشخصي للمناقش و رؤيته الموضوعية، بغض النظر عن توجهه كان موافقا لأطروحة النص أم معارضا لها. و يكون هذا التوظيف بإسقاط الرأي الشخصي على أفكار الموضوع للخلوص إلى نتيجة. و يكون هذا الإسقاط إما ذهنيا أو كتابيا في مسودة خارج الموضوع، لأن الإسقاط قد يحتاج المرء فيه إلى عدة جولات في الفكر حتى يخلص لنتيجة. 4- في هذه المرحلة الأخيرة، يكون طرح النص النقاشي، و يكون عامة بطريقتين : أ- بصياغة نص جديد نعاود فيه طرح الإشكالية حسب رؤيتنا و النتيجة التي خلصنا إليها، و يكون الطرح كالآتي : مقدمة : تعاود باختصار ما الذي أدى بهذا الإشكال إلى الظهور. طرح الإشكالية : تكون بشكل مختصر أيضا، و لكن هذه المرة نعاود طرحها من وجهة نظر شخصية خالصة. النتيجة التي تم التوصل إليها : و هنا يكون التفصل أكثر، إذ هذه المساحة تكون خالصة للمناقش، يطرح فيها رأيه و ما خلص إليه من نتيجة، مبررا إياها بالأسباب و الطرق التي أدت به إلى هذا الرأي. ب- هذه الطريقة سهلة و مبسطة و لكنها تمتاز بسطحيتها، و هي أن تجيب بشكل مباشرة على الأطروحات التي وضعها صاحب الموضوع لتفعيل الإشكالية، إما بالإيجاب و إما بالرفض، و كلتا الحالتين تكون بالتبرير. أخوة الإيمان، أرجو أن أكون قد وفقت و لو بالقدر القليل، فلقد راعيت التبسيط على أكبر قدر ممكن، متفاديا استعمال المصطلحات الأكاديمية التي تجز بنا في دهاليز علوم المنهجية و التحليل الممتازة بوسعها و تشعبها.
ثانبا : كيف تكتب ردا مميزا على موضوع ما في المنتدى : أخوتي إن الردود المثالية تعتبر أجل خدمة تقدمها للمنتدى، و لجميع الأعضاء المشاركين فيه، إذ به تعطي الانطباع بأن المنتدى يبلغ رسالته الهادفة على أكمل وجه و صورة، و تعطي دفعا لأصحاب المواضيع للزيادة و الإتقان أكثر، و كذلك تكون اختبارا لكم و ما هي حدود تفكيركم و مدى فاعليته. و عليه يكون الرد المثالي كما يلي : 1- قراء الموضوع بتأن و موضوعية. 2- الفهم الواعي و الكامل للموضوع، و إن لم يكن ذلك، يتم تجميع الأفكار التي تعتبر غامضة أو غير مفهومة. 3- طرح الرد، و هنا من الواجب أولا البدء بكلمات شكر و تشجيع لصاحب الموضوع، تقديرا لمجهوادته. ثم ننتقل إلى لب الرد و هو تبيان رأيك بصراحة في الموضوع إما بالموافقة مع ذكر الأفكار باختصار شديد و تبيان بعض الأسباب التي أدت إليك إلى الموافقة. و إما بالرفض لفكرة الموضوع، مراعيا في ذلك الأفكار التي ترفضها باختصار أيضا مع دائما ذكر الأسباب و المبررات. في حالة عدم فهم الموضوع، نقوم بطرح الأفكار الغامضة التي تم جمعها مسبقا و ننتظر التوضيح و التفسير، ثم تكون الحالتين السابقتي الذكر (الإيجاب و القبول).
{.... توقيع بحر الحنين ....} | |
|
|