|
الحمد لله العليم الخبير ، ذو الحكمة في الخلق والتدبير ، يخلق مايشاء ويفعل مايريد ، له الحمد على ما قدر وحكم ، وله الشكر على ما قضى وأبرم ، الحمدلله الذي وسعت رحمته الوجود ، وعم فضله كل موجود ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ؛محمد بن عبدالله الرسول النبي الأمين ،وعلى آله وأصحابه الصادقين الصابرين معه في كل الميادين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
بلغت خديجة رضي الله عنها 40 سنة ثم تزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ترملت أم سلمة وظنت أنها لن تجد خير من زوجها فعوضها الله بسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم..
وإن في هذا لعبرة لقوم يعقلون..!
يتأخر زواج الفتاة أو تتطلق ثم تبحث عن بصيص أمل يبثه في نفسها الخلق رغم أن ديننا رصد لنا قصص فيها عبر وليست بأي عبر. وتجعل نفسها أسيرة لهواجس محطمة وأحزان تجعلها تذبل في أجمل سنين عمرها وقبل أوانها في الوقت الذي كان يجب أن تعيشه بصفاء ونقاء بعيد عن وسوسة إبليس وتحطيم أعوانه وكانت النتيجة أن ترسبت أفكار للمجتمع كانت الفتاة سبب فيها من حيث تعلم أو لا تعلم ثم أصبحت تشتكي نظراتهم وتتضايق من همساتهم.
بكسب أيدينا جعلنا الموضوع هاجس وكابوس يطل بوجه بشع يؤرق ليل الفتاة وأهلها حتى أصبحوا يرون الزواج معجزة والرجل في كوكب يستحيل الوصول إليه وكانت النتيجة أن اغتر الشباب فأصبح الواحد منهم يدخل البيوت ليتفرج على بنات الخلق ويخرج وفي قراراة نفسه يشعر بأنه نادر الوجود وأن الفتيات ملأن الأرض وكل فتاة تقول : هلم إلي ..!
تحقر الفتاة نفسها وتتشكى ثم تطلب من المجتمع أن يراعي مشاعرها ..! فهل من فرصة لإعادة تركيب نفسيتك عزيزتي الفتاة..؟ وهل نكون يد واحدة لنصنع فتاة عزيزة بربها , قوية لا يستهان بها , معتزة بذاتها , مؤمنة بالقضاء الذي أقره خالقها..! وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم , فيدي بيدك لنجعل همنا في نيل رضى الله ولنعلق أملنا به لا بخلقه ..
- درس مختصر في الإيمان بالقضاء والقدر : كثير من الفتيات أو أهل الكربات عامة يصححون مسلكهم ويهجرون المعاصي ويلجأون للطاعات لكن ينسون تصحيح عقيدتهم والتي هي أولى وأهم ففي الإيمان راحة القلب وجاء عن نبينا الكريم أنه قال في حديث جبريل المشهور لما سأله عن الإيمان قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) وقال صلى الله عليه وسلم : (لايؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله ، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ) لا يكتمل إيمان العبد إلا بالإيمان بالقضاء خيره وشره ولن نفوز برضى الله إلا بالإيمان بالقضاء والقدر , ولن نفوز بالسعادة إلا حينما نؤمن بشر القضاء كما نؤمن بخيره ومن آمنت بما قدر الله وقضى ستعيش أمنة مطمئنة ثابتة لا تهزها الهموم ولا تحزنها المحن , حامدة لله على أن ابتلاها لتقترب منه وتنكسر بين يديه وتتذلل لعظمته شاكرة له على كل حال لأنها تعلم بأنه أرحم بها من نفسها وأنه دبر أمرها على الخير , ومن آمنت بالله ستعيش في نعيم لا يشبهه شيء ولا تعوضه أي حاجة من حوائج الدنيا نعيم لا يخالطه كدر ولا يفسده سخط وسعادته دائمة مضمونة قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: ( ليس في الدنيا نعيمٌ يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان) لذا زيدي من مخزون إيمانك وبجانب دعائك بالزوج الصالح اسألي الله أن ينعم عليك بنعمة الإيمان ويرزقك القناعة والرضا وصدق التوكل عليه والإخلاص في القول العمل وألا يجعل الدنيا أكبر همك ولا مبلغ علمك .
- كل الناس في مصائب : لا أظن فتاة قرأت قول الله تعالى ( خلق الإنسان في كبد ) تجهل هذه الحقيقة فكل إنسان لديه هموم تظهر أو تخفى وكل مصيبة لا تصيب ديننا تهون والدنيا ليست سوى طريق عابر قد تتخلله العواقب والإبتلاءات نحو حياة أبدية وسعادة أبدية ربما يكون سببها صبرنا على عواقب ذاك الطريق ومن ذا الذي سلم من مصائب الدنيا فلم يسلم منها لا نبي ولا ملك ولا أمير ولا وزير ولا فقير كلنا لحقتنا همومها وأرقتنا غمومها حتى أدركنا حقيقة الكبد الذي خلقنا به . ورد في الأثار أن ذا القرنين لما رجع من مشارق الأرض ومغاربها وبلغ أرض بابل مرض مرضاً شديداً، فعلم أنه مرض الموت وأشفق على نفسه فكتب لأمه معزياً في ذكاء قائلاً: يا أماه ، إذا جاءك كتابي فاصنعي طعاماً واجمعي من قدرت من الناس ولا يأكل طعامك من أصيب بمصيبة وتسألي هل وجدت لشيء قراراً , إني لأرجو أن الذي أذهب إليه خيراً مما أنا فيه. فلما وصل كتابه صنعت طعاماً عظيماً وجمعت الناس وقالت: لا يأكل هذا من أصيب بمصيبة. فلم يتقدم أحد من هذا الطعام، فعلمت مراد ابنها فقالت: بني، من مبلغك عني أنك وعظتني فاتعظت وعزيتني فتعزيت فعليك السلام حياً وميتاً.
- أنت عزيزة بالله : أن تكوني عزيزة بالله هو أن تعلقي أملك به , أن تشكي همومك له دون سواه , أن تطلبي حاجتك منه لا من أحد من خلقه. وما أراه أن الكثير من الفتيات إلا من رحم الله علقت أملها بالخلق فأصبحت تستعطفهم ليدعو لها وتسألهم أن يذكروا لها قصصاً ترفع من معنوياتها وكأن في فرج الله شك وتكثر من الشكوى لهم حتى تأصلت في دواخلهم أن الفتاة المتأخرة بالزواج كسيرة حسيرة بائسة تستحق الرحمة وحتى أصبحوا يلاحقون كل فتاة تأخرت بالزواج بنظرات الشفقة , ثم تعود الفتاة مرة أخرى لتشتكي من نظرات الناس لها وربما شماتتهم ولو فكرنا بعقل لوجدنا بأن الفتيات تسببن بهذا وأصلن هذه النظرة لهن من المجتمع فأنت حين تشتكين للخلق تنشرين ثقافة أنك تستحقين الشفقة وتنفرين المجتمع وخاصة الرجال من الفتيات المتأخرات فلا تلوميهم من بعد هذا على نظرتهم فأنت من أصلتيها ومن كثرة الحديث بالمشكلة أصبحت كابوس أرق حتى ليل الصغيرات في العمر وأصبحت تتزوج وهي غير مهيأة لمجرد الهروب من شبح تأخر الزواج فلا تكوني من الساخطات المرجفات وكوني من الصابرات المتفائلات وشتان بين من ترى نور الصباح ومن ترى ظلمة الليل وشتان بين من تبث الأمل ومن تبث اليأس.
والحل : أنتي عزيزة بالله قوية به لا تضعفين عن خلقه فمادام الله معك فسيكفيك وبيد كل فتاة تغيير نظرة المجتمع بأن تمسك لسانها وتعيد ترميم ثقتها وتطور من ذاتها فالإنتظار ووضع اليد على الخد بإنتظار فارس الإحلام يدمرك ويجعل الناس يوجهون سهامهم إليك , وأنت صابرة وحالك لن يتغير إلا بأمر الله فلا تخدشي صبرك بالشكوى والسخط فالصبر لا يتحقق إلا بثلاثة أمور : 1- حبس النفس عن الجزع والسخط,, 2- وحبس اللسان عن الشكوى للخلق , 3- وحبس الجوارح عن فعل ما ينافي الصبر , والخوف كل الخوف أن تعملين وتتعبدين وتستجلبين رزقك ثم تفسدين على نفسك بالشكوى , ألست تدعين الله , ألست تتوكلين عليه , إذن أمسكي عليك لسانك ولا تجعلين لإبليس سبيل إليه يفسد في أعمالك ويورثك شفقة الخلق , وعليك بالصبر الجميل الذي أمر الله به في كتابه العزيز وهو الصبر دون شكوى وسيوفى الصابرين أجورهم
- لا تهتمي للناس ولا يجرحك أذاهم : رأيت الكثير من الفتيات يعتزلن الناس بحجة أذاهم وإحراجهم لها والإعتزال خطأ يبعث على تصورات سلبية عنك في أذهان الناس ففضلاً على أن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم فظهورك وأنت واثقة شامخة خير من انعزالك وهروبك من واقعك فالمصالح المترتبة أعظم فخالطيهم وكوني أفضل منهم وتميزي عنهم بما يفتقدونه هم وواجهي واقعك وواجهي كلامهم بشموخ الجبال وإن أحرجوك بالأسئلة الغبية فأحرجيهم بالإجابات المسكتة المقنعة من كلام ربنا فإن واجهت سؤال لماذا لم تتزوجي ؟ فردي بكل ثقة وفصاحة بـ الله سبحانه أعلم و ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ) , فدللي نفسك أمامهم بالمظهر والمخبر وأظهري دائماً أنك راضية قوية معتزة بذاتك سعيدة بحياتك فالناس لا يستقوون سوى على إنسانة هشة يظهر عليها الإنكسار فقابلي أذاهم بمنطق القوة والثقة مستندة على (حسبي الله ونعم الوكيل) .
- لا لليأس ولا للسجن النفسي فإن بعد العسر يسرا : قرأنا في قصص القرأن كيف تتبدل الأحوال فيعز الله ويذل ويغني ويفقر ويرفع ويخفض , وقرأنا في قصص الأولين والآخرين كيف يفرج الهموم ويجعل يسر من بعد عسر و يعطي ويهب ويرزق فمن ذا الذي ييأس من بعد هذا ؟ , ومن تلك التي ترى فرج الله بعيد وهو الذي قال : (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) ويقول سيّد قطب: (والنَّفس البشريَّة قد تستغْرِقها اللَّحظة الحاضرة وما فيها من أوضاع وملابسات، وقد تغلق عليها منافذ المستقبل فتعيش في سجن اللَّحظة الحاضرة، وتشعر أنَّها سرمد وأنَّها باقية ، وأنَّ ما فيها من أوضاع وأحوال سيرافقُها ويطاردها، وهذا سجن نفسيٌّ مغلق مفسد للأعصاب في كثير من الأحيان، وليست هذه هي الحقيقة، فقدَر الله دائمًا يعمل، ودائمًا يغيِّر، ودائمًا يبدل، ودائمًا ينشئ ما لا يجول في حسْبان البشَر من الأحوال والأوضاع، فرجًا بعد ضيق، ويسرًا بعد عسر، وبسطًا بعد قبض، ويُريد الله أن تستقرَّ هذه الحقيقة في نفوس البشَر؛ لتظلَّ أبواب الأمل في تغْيير الأوضاع مفتوحة دائمة، ولتظلَّ نفوسهم متحرِّكة بالأمل، نديَّة بالرجاء، لا تغلق المنافذ، ولا تعيش في سجْن الحاضر، واللَّحظة التَّالية قد تحمل ما ليس في الحسبان؛ {لاَ تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً})
- رزقك سيسوقه الله فعلقي أملك به ولا تجعلي لوسوسة الشيطان إليك سبيلا : يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( لو أن ابن آدم هرب من رِزْقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ) , فالرزق مثل الموت سيدركك لا محالة حتى لو هربتي منه فسبحان الله. فتاة تقول : تأخرت بالزواج ربما لأني لا أذهب كثيراً للزواجات وغيرها..! , وأخرى تقول : لم أدع زواج ولا حفلة إلا ووضعت زينتي وذهبت واستعرضت ورقصت ومع ذلك لم أرى ثمة خاطب..! وتلك تعيش تلوم نفسها والأخرى تعيش تتباكى على حظها , فإن لم يتيسر لك فعل الأسباب فلا تتعلقي بها وعلقي أملك بالله , وإن تيسر لك فعل الأسباب فلا تعلقي أملك بها وعلقي أملك بمسبب الأسباب فهو القادر على أن ينفع بالأسباب وهو القادر على أن يسوق لك الرزق دون عناء منك وهو القادر على أن يهيء لك أسباب لا تعلمينها ولا يد لك فيها يسوق بها رزقك .
وذكروا أن سليمان عليه السلام كان جالساً على شاطيء بحر , فبصر بنملة تحمل حبة قمح تذهب بها نحو البحر , فجعل سليمان ينظر إليها حتى بلغت الماء فإذا بضفدعة قد أخرجت رأسها من الماء ففتحت فاها فدخلت النملة وغاصت الضفدعة في البحر ساعة طويلة وسليمان يتفكر في ذلك متعجباً. ثم أنها خرجت من الماء وفتحت فاها فخرجت النملة ولم يكن معها الحبة. فدعاها سليمان عليه السلام وسألها وشأنها وأين كانت ؟ فقالت : يا نبي الله إن في قعر البحر الذي تراه صخرة مجوفة وفي جوفها دودة عمياء وقد خلقها الله تعالى هنالك , فلا تقدرأن تخرج منها لطلب معاشها , وقد وكلني الله برزقها فأنا أحمل رزقها وسخرالله تعالى هذه الضفدعة لتحملني فلا يضرني الماء في فيها , وتضع فاها على ثقب الصخرة وأدخلها , ثم إذا أوصلت رزقها إليها وخرجت من ثقب الصخرة إلى فيها فتخرجني من البحر. فقال سليمان عليه السلام : وهل سمعت لها من تسبيحة ؟ , قالت : نعم نها تقول: (يا من لا تنساني في جوف هذه الصخرة تحت هذه اللجة، برزقك، لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك) وروي أن قوما من الأعراب زرعوا زرعا فأصابته جائحة فحزنوا لأجله ، فخرجت عليهم أعرابية فقالت : ما لي أراكم قد نكستم رؤوسكم ، وضاقت صدوركم ، هو ربنا والعالم بنا ، رزقنا عليه يأتينا به حيث شاء! ثم أنشأت تقول : لو كان في صخرة في البحر راسية ... صما ململمة ملسا نواحيها رزق لنفس براها الله لانفلقت ... حتى تؤدي إليها كل ما فيها أو كان بين طباق السبع مسلكها ... لسهل الله في المرقى مراقيها حتى تنال الذي في اللوح خط لها ... إن لم تنله وإلا سوف يأتيها فسبحان من قال : (وفي السماء رزقكم وماتوعدون).
- ثقي أن الله يدبر أمرك على الخير : نستند بهذا على قول الحكيم الخبير : (وعسى أن تكرهو شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم ) , فقد نعلق سعادتنا بأمر وحين لا يتحقق يخيب أملنا ويسكننا الحزن ولو اطلعنا على الغيب لرأينا أن فيه شر قد يصيب ديننا أو دنيانا فكم هو ربنا رحيم حكيم خبير , وقد قال أحد السلف : (لا تحزن إذا منع الله عنك شيئا تحبه فلو علمتم كيف يدبر الله أموركم لذابت قلوبكم من محبته ) , وقال ابن القيم : (إن إجابة الله لسائليه ليست لكرامة السائل عليه ، بل يسأله عبده الحاجة فيقضيها له ، وفيها هلاكه وشقوتهويكون قضاؤها له من هوانه عليه ويكون منعه منها لكرامته ومحبته له ، فيمنعه حمايةً وصيانةً وحفظًا ، لا بخلاً) وروي أن إمرأة دخلت على نبي الله داوود عليه السلام، فقالت: يانبي الله ربك ظالم أم عادل ؟؟! فقال داوود: ويحك ياإمرأة هو العدل الذي لايجور ،، ثم قال لها:: ماقصتك؟؟ قالت: إني إمرأة أرملة عندي عيال وثلاث بنات أقوم عليهم من عمل يدي فلما كان الأمس شددت غزلي في خرقة حمراء، أردت أن اذهب للسوق لأبيعه وأطعم أطفالي، فإذا انا بطائر قد انقض عليّ وأخذ الخرقة والغزل وذهب ، وبقيتٌ حزية لأملك شيئا لأطعم به اطفالي فبينما المرأة مع داوود عليه السلام ، وإذ بالباب يطرق على داوود فأذن بالدخول وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده مائة دينار . فقالوا:يانبي الله اعطها لمستحقها . فقال لهم داوود : ماحملكم على دفع هذا المال ؟؟؟! قالوا: يانبي الله كنا في مركب فهجمت علينا الريح ، واشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد القى خرقة حمراء علينا وفيها غزل فسددنا بها عيب المركب فهانت علينا الريح وانسد العيب ، ونذرنا لله ان يتصدق كل واحد منا بمائة دينار ، فهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت ، فالتفت داوود الى المرأة ، وقال: رب يتجر لك في البر والبحر وتجعلينه ظالما ، وأعطاها الألف دينار وقال لها : انفقيها على عيالك ...
فلرب أمر محزن لك في عواقبه الرضا *** ولربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضا
- سعادتك منبعها ذاتك : حين سجن ابن تيمية رحمه الله صور هذه القناعة حين قال : (ما يصنع أعدائي بي؟ , أنا جنتي وبستاني في صدري إن رحت فهي معي لا تفارقني ,إنَّ حبسي خلوة , وقتلي شهادة , ونفيي سياحة!) فلتجعلي سعادتك منبعها من قلبك ولا تجعلي لأمر أو إنس وشيطان سبيل في تنغيص عيشك فما يدريك لعل في زواجك شر فلا أنت عشت عزباء سعيدة ولا متزوجة سعيدة لذا أسعدي نفسك بنفسك حتى تكوني رابحة في كل الأحوال , فأحبي نفسك ودلليها ليحبك الناس وعيشي حياتك بطولها وعرضها لا تربطين سعادتك بشيء الله وحده أعلم أخير لك فيه أم شر ولا تضيعي أوقاتك بالبؤس والحزن فالسعادة أوسع من أن نربطها بشيء .
- اكسري القيد وانطلقي : يقول خبراء تطوير الذات : (القيد الوحيد الذي يصنع من الأحداث قيودا يكمن داخل عقلك: تكاسلك قيد ، عدم مرونتك وإصرارك على فكرة واحدة لا تقبل تغييرها قيد ، إرتباطك بالدنيا أكبر قيد لأنها تحث داخلك خوف ذهاب شئ من الدنيا وهو الخوف الذي يكبل يديك عن إتخاذ قرارات هامة قد تنقلك إلى ما تحبه ببعض التوكل واليقين ، تصورك أنك تستطيع أن تتحكم في الأحداث بالشكل الذي تريده قيد، لأنك وإن كنت تأخذ بالأسباب ولكن كيف تسير الأحداث مسألة ليست من شأنك تماما ويسيِّرها خالقها الذي بيده الخير) فلا تقيدي نفسك بأمور محددة واكسري قيدك وتوكلي على الله وتزودي للآخرة واسعي لإنجازات دنيوية تدعمك وتوسع مداركك وتتذوقين بها لذة النجاح وتنعمين بها بالسعادة
- انـــطــــلــــقــــي نـحـو الــســعــادة واسـعـي للـتـمــيز: الفراغ هو داء يستفرد فيه الشيطان بقلبك ليحزنك ويضاعف همك لذا احذريه أشد الحذر , وهــيــا انفضي غبار الكسل وامسحي أثار الحزن وتزيني بالرضا والصبر واعملي لأخرتك والتفتي لدنياك فتعلمي وابني في داخلك صروح من المعارف وخذي من كل علم وأتقني كل فن ولا تجعلي في يومك فراغ أبداً واسعي لأن تكوني أنثى راقية تحب نفسها ويحبها الناس, وما أكثر الخيارات التي إن سعيتي لها ستجعلك إنسانة مميزة مبهرة ومنها : - التسجيل في دار نسائية وحفظ القرأن وطوبى لمن حفظت القرأن وأصبحت من أهل الله وخاصته. - اكمال الدراسة لمن تركتها أو اكمال الدراسات العليا للجامعيات أو دراسة دبلوم تنفعين نفسك به أو طلب العلم الشرعي من خلال الإنترنت فالشافعي يقول ( من حفظ القرآن عظمت حرمته ومن طلب الفقه نبل قدره ومن عرف الحديث قويت حجته ومن نظر في النحو رق طبعه ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم ) - البحث عن وظيفة تشغلك وتبدعين بها حتى لو كانت بسيطة أو تطوعية. - أدمني القراءة لتفتح أفاق عقلك وتوسع مداركك وتغير نظرتك للحياة فأمة تقرأ أمة ترقى. - تطوير الذات وعالمه رحب في مراكز تطوير الذات ومواقعه في الإنترنت. - طوري قدراتك في الطبخ والمكياج وتنسيق الأزياء . - ضاعفي الإهتمام بصحتك وجسدك وجمالك .
- إنما أشكو بثي وحزني إلى الله : لا بد أن تمر عليك لحظات ضعف تذكرك بهمك فبثي حزنك إلى الله في سجدة في ثلث الليل وعليك بالذكر فقد رأيت فيه سحراً عجيباً يشرح الصدر ويصرف الحزن ويجلب الفرج فلا يفتر لسانك عنه وليكن نصيبه من يومك كالتالي: - استغفري 500 أو 1000 مرة - سبحان الله وبحمد , سبحان الله العظيم 100 مرة. - سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر 100 مرة. - لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم القدير 100 مرة - لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 100 مرة - اللهم صل وسلم وبارك على محمد 100 مرة وعليك بقراءة جزء من القرأن أو أكثر فعن عمرَ بن الخطابِ رضي اللَّه عنهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إِنَّ اللَّه يرفَعُ بِهذَا الكتاب أَقواماً ويضَعُ بِهِ آخَرين » .
وأخــــــــيراً : لـتـكن حـمـلـة تكسرين فيها القيد وتسعين للتغير لتتقلبي في نعيم الرضا وتنطلقي نحو السعادة وتتزيني بلباس التميز فعلى بركة الله ابدأي وبه استعيني وعليه توكلي وأنا أضمن لك بعون الله أن تتغير حياتك وتسعدين بذاتك وتـصبحي مـمــيــزة .
أسأل الله الحي القيوم أن ينعم علينا بنعيم الإيمان وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ويفرج همومنا ويفرح قلوبنا ويحيينا حياة طيبة عامرة بذكرة ويمتعنا بسعادة الدنيا والآخرة.
{.... توقيع بحر الحنين ....} | |
|
|